وهل تقتضي هذه الحادثة الخاصة ـ التي لا علاقة لها بشؤون الخلافة ـ أن يستمع الخليفة إلى دعاوي نشوز امرأة على زوجها؟!
ثم إن الحادثة معلومة دوافعها ، وهي محاولة تصوير السيدة آمنة بنت الحسين عليهماالسلام بارتكاب مخالفات الشريعة ، والخروج عن طاعة الزوجية دون مراعاة الأحكام ، وبهذا سيحصل رواة هذا الخبر إلى تصوير أهل البيت عليهمالسلام المعروفين بقداستهم وورعهم ، إلى أهل بيت من عامة الناس يرتكبون ما يرتكبه الآخرون من مخالفة أحكام الدين ومحظورات الشريعة.
أما رواة الخبر مثل مجالد والشعبي فليسا بشيء.
أما مجالد : فقد عده ابن عدي في الضفعاء.
قال علي بن المديني : قلت ليحيى بن سعيد : فمجالد؟ قال : في نفسي منه ... (١).
وعن بشر بن آدم ، قلت لخالد بن عبدالله الواسطي : دخلت الكوفة وكتبت عن الكوفيين ولم تكتب عن مجالد؟ قال : لأنه كان طويل اللحية. [وهي كناية عن استخفاف الواسطي بمجالد].
وعن يحيى قال : مجالد بن سعيد ، ضعيف.
وفي موضع آخر : مجالد وحجاج لا يحتج بحديثيهما.
وقال ابن عدي : سمعت ابن حماد يقول : قال السعدي : مجالد بن سعيد يضعف حديثه.
وعن عبدالرحمن بن مهدي يقول : سمعت سفيان يقول : أشعث ـ يعني ابن سوار ـ أثبت من مجالد ، وكان يحيى يضعف حديث مجالد بن
__________________
(١) الكامل في الضعفاء لابن عدي ١٦٨ : ٨.