وعدم وقوعها.
أما ما رووه عن ولادة السيدة آمنة من عبدالله بن عثمان ابن حزام ولدا اسمه قرين (١) فغير صحيح ، فإن قرينا المعروف هو قرين بن المطلب بن السائب بن أبي وداعة وأمه زبيبة (٢). وليس لقرين بن عبدالله بن عثمان من وجود ، ولم تشر إلى ذلك المصادر الرجالية ، ولعل مقتضيات الواقعة أجبرت رواتها إلى اختلاق مثل هذه الشخصية الموهومة.
إذن لم يثبت زواج السيدة «آمنة» بنت الحسين عليهماالسلام من عبدالله بن عثمان ابن حزام لضعفها سندا ، وعدم تماميتها دلالة.
وهو ممن أشارت إليه روايات الإصفهاني وابن خلكان وسبط ابن الجوزي ، واتفقت على عدم الدخول بها ـ إن صح وقوع ذلك ـ إلا خبر ابن سعد في الطبقات فقال : تزوجها. ولعله أشار إلى الأعم من الدخول وعدم الدخول ، واتفاقهم على عدم الدخول يشير إلى ما قصده ابن سعد من عدم الدخول كذلك.
والخبر لا يمكن قبوله بقرينة مهمة ، وهي : أن الأصبغ بن عبدالعزيز كان واليا لعبد الملك بن مروان في مصر ، والسيدة آمنة بنت الحسين إقامتها في المدينة ، وهي لم تغادرها أبدا ، فكيف يتسنى لهذا المرواني من زواجها؟ بل كيف ومتى وقع العقد ولم يدخل بها؟ وما هي أسباب عدم الدخول؟
__________________
(١) وجاء في الأغاني ١٦١ : ١٦ أن سكينة ولدت من هذا الحزامي بنتا. وقبلها في صفحة ١٥٩ ذكر أبوالفرج أن هذه البنت لمصعب بن الزبير. وأما قرين فهو المسمى بعثمان ولد زيد بن عمرو بن عثمان ، كما قال في الأغاني ١٦٣ : ١٦. روايات الواحدة تلو الأخرى متهافتة ، وكل رواية تنقض الأخرى ، والكل في تناقض وتهافت.
(٢) راجع الطبقات الكبرى لابن سعد ١٢٧ : ٤.