أنساب آل أبي طالب ، ونزعته في دراسة الأنساب ـ مع ما تلاحظ عليه من المؤاخذات في هذا المجال ـ فهو حينما يذكر أزواج السيدة آمنة ، يأخذ بنظر الاعتبار تعداد أزواجها بغض النظر عن مدة مكوثه معها وإقامته.
أما غير أبي الفرج الإصفهاني فإنهم يأخذون بالاعتبار أحوال أزواج «آمنة» سكينة بنت الحسين ، وما صاحب ذلك من وقائع وسير وملاحم وتراجم أزواجها ، وليس من اهتمامهم تعداد أزواجها بقدر ما يحاولون ذكر أحوالهم وتراجمهم وما وقع لها معهم ، وهو كما عرفت تأكيد لنزعتهم في متابعة مغامرات الغزل والتشبيب ، وملاحم العبث ومجالس اللهو والغناء ، دون الاهتمام في معرفة أنساب المترجم لهم ، بقدر اهتمامهم في التفكه بما وقع لهؤلاء واستملاح قصصهم ومغامراتهم ، وفي الوقت نفسه إمعانا في نزعة هؤلاء من أتباع توجهات أسيادهم من زبيريين ومروانيين ، وطرح ما يصبو إليه هؤلاء من الانتقاص بمقام أهل البيت الطاهر عليهمالسلام ورمي ما «أصيبوا» به غيرهم.
ويؤيد زواجها من عبدالله بن الحسن ، ما ذهب إليه أكثر مؤرخي الفريقين وجعلوه من المسلمات الثابتة ومن هؤلاء :
١ ـ أبو علي الطبرسي في «إعلام الورى»(١).
٢ ـ أبو الحسن العمري في كتاب «المجدي في أنساب الطالبيين»(٢).
٣ ـ السيد محسن الأمين العاملي في «أعيان الشيعة»(٣).
__________________
(١) اعلام الورى : ١٢٧.
(٢) المجدي في أنساب الطالبيين : ١٩ في باب أولاد الحسن بن علي عليهماالسلام ، وعنه مقتل الحسين عليهالسلام للسيد عبدالرزاق المقرم : ٢٦٤.
(٣) أعيان الشيعة ٣٤٣ : ٥.