نزل بك واحتسب في ذلك الخير ، فإن الله تعالى يلحقك بآبائك الصالحين ... ورمى الغلام حرملة بن كاهل بسهم فذبحه وهو في حجر عمه (١).
والنتيجة : فعبدالله بن الحسن اثنان : أحدهما عبدالله الأكبر الملقب بأبي بكر وهو زوج السيدة آمنة بنت الحسين ، والثاني هو عبدالله الأصغر الذي لم يبلغ الحلم.
إذن عبدالله بن الحسن الأكبر هو زوج السيدة آمنة لم يعقب ، كما أنها لم تتزوج بعده فبقيت عليهاالسلام دون زواج حتى ماتت ـ رضوان الله عليها ـ في سنة (١١٧ هـ) في المدينة ، وهذا خلاف ما اختلقه بعضهم من تعدد أزواجها عليهاالسلام. ولا غرابة في أن السيدة آمنة بنت الحسين عليهماالسلام لم تتزوج بعد شهادة زوجها عبدالله بن الحسن السبط ، فكان هذا ديدن البعض من نساء أهل الشرف ، والمنسوبات للبيوتات المعروفة وقتذاك ، فأمها الرباب لم تتزوج بعد الحسين عليهالسلام ، ورفضت أن تستجيب لخاطب من الخطاب ، وهذه نائلة بنت الفرافصة زوجة عثمان بن عفان لما قتل زوجها رفضت خطبة معاوية كما ذكر ذلك ابن عبد ربه الأندلسي ، بل زاد في خبرها أنها قالت : إني رأيت الحزن يبلى كما يبلى الثوب ، وقد خفت أن يبلى حزن عثمان في قلبي ، فدعت بفهر (٢) فهشمت فاها وقالت : والله لا قعد مني رجل مقعد عثمان أبدا (٣).
وقال بعضهم : إنها جدعت أنفها مخافة أن يخطبها خاطب ، فما
__________________
(١) مقتل الحسين للسيد المقرم : ٢٨٠.
(٢) الفهر ، والفهرة : حجر رقيق تسحق به الأدوية.
(٣) العقد الفريد لا بن عبد ربه ١٧٤ : ٣. وفي طبعة دارالكتاب بتحقيق الأبياري ورفقائه : ٢٤٢.