يصل الأمر بهؤلاء الوضاعين أن يرووا روايات تخالف العقل والوجدان ، إمعانا منهم في الطعن بكرامة أهل البيت عليهمالسلام والوصول إلى أهدافهم وغاياتهم.
فقد روى الإصفهاني عن أبي الأزهر قال : حدثنا حماد بن إسحاق ، عن أبيه ، عن الهيثم بن عدي ، عن صالح بن حسان وغيره : أن سكينة كانت عند عمرو بن حكيم بن حزام ، ثم تزوجها بعده زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان ، ثم تزوجها مصعب بن الزبير ، فلما قتل مصعب خطبها إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف فبعثت إليه : أبلغ من حمقك أن تبعث إلى سكينة بنت الحسين بن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تخطبها؟ فامسك عن ذلك.
قال : ثم تنفست يوما بنانة جارية سكينة وتنهدت ، حتى كادت أضلاعها تتحطم ، فقالت لها سكينة : ما لك ويلك! قالت : أحب أن أرى في الدار جلبة ـ تعني العرس.
فدعت مولى لها تثق به ، فقالت له : إذهب إلى إبراهيم بن عبدالرحمن ابن عوف فقل له : إن الذي كنا ندفعك عنه قد بدا لنا فيه ، أنت من أخوال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فاحضر بيتك.
قال : فجمع عدة من بني زهرة ، وأفناء قريش من بني جمح وغيرهم ، نحوا من سبعين رجلا أو ثمانين ، ثم أرسل إلى علي بن الحسين ، والحسن ابن الحسن وغيرهم من بني هاشم. فلما أتاهم الخبر اجتمعوا وقالوا : هذه السفيهة تريد أن تتزوج إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف ، فتنادى بنوهاشم واجتمعوا وقالوا : لا يخرجن أحد منكم إلا ومعه عصا ، فجاؤوا وما بقي إلا