الكلام ، فقال : اضربوا بالعصي ، فاضطربوا هم وبنو زهرة ، حتى تشاجوا ، فشج بينهم يومئذ أكثر من مئة إنسان ، ثم قالت بنو هاشم : أين هذه؟ قالوا : في هذا البيت ، فدخلوا إليها فقالوا : أبلغ هذا من صنعك؟ ثم جاؤوا بكساء فبسطوه ثم حملوها ، فأخذوا بجوانبه ـ أو قال : بزواياه الأربع ـ فالتفتت إلى بنانة فقالت : يا بنانة أرأيت في الدار جلبة؟ قالت : أي والله إلا أنها شديدة (١).
هكذا يروي هؤلاء أساطير دون وازع من دين ، ولا رادع من عقل.
وخلاصة بحثنا أن السيدة سكينة بنت الحسين عليهماالسلام اسمها «آمنة» ، وسكينة لقب لقبت به ، وكل ما قيل من شعر في سكينة فهي ليست سكينة بنت الحسين التي هي آمنة ، بل هناك سكينة بنت خالد بن مصعب الزبيري ، التي كانت معروفة بملاقاتها واجتماعها مع عمر بن أبي ربيعة الشاعر ، الذي تغزل بها وشبب بغيرها ، أمثال عائشة بنت طلحة بن عبيد الله زوجة مصعب ابن الزبير ، وسعدى بنت عبدالرحمن بن عوف ، وبأم البنين بنت عبدالعزيز ابن مروان زوجة الوليد بن عبدالملك ، وغيرهن من النساء الأمويات والمروانيات ، وكانت سيرتهن مجالسة شعراء عصرهن وقتذاك ، ومسامرتهن لهم وتحرشهن بهم ، حتى عرفت فيهن ملاحم اللهو والعبث ، وهذا لعمري إحدى الانتقاصات التي وجهتها المعارضة العلوية الشيعية ، التي كانت تنظم بين الحين والآخر ضد النظام الأموي ، وما ماثلته من حركات زبيرية وأطروحات مخالفة لأهل البيت عليهمالسلام ، وكانت هذه المعارضة تستعرض الانتهاكات الشرعية التي كانت ترتكبها هذه الأنظمة ، وما صاحبها
__________________
(١) الأغاني ١٦ : ١٦١.