مثل هذا الموقف من هذه السيدة العلوية الجليلة ، تستشعر منه مدى حرص ابنة النبوة ، وسليلة الإباء ، وغيرتها أنها لا ترضى بالنظر إليها وإلى حرم آل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كبارا وصغارا. وتتجلى من ذلك الموقف الغاية التي بلغتها «سكينة» ـ سلام الله عليها ـ من العفة والطهر والقداسة ، والروح الملائكية.
أو يصدر منها ـ بعد ذلك ـ ما نقلوا من أفائك ، من كانت هذه نشأتها وسلوكها وسيرتها حتى وفاتها؟! ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغيرما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ).
والنتيجة التي نخلص إليها حول إيمان وتقوى وزهد ابنة النبوة ، وربيبة الرسالة ، وصاحبة الخلق المحمدي ، والنهج العلوي ، والشمائل الحسينة ، هي ما نجمله في النقاط التالية :
١ ـ عاشت وتوفيت تحت ظلال الإيمان ، وفي بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه. جوار جدها المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفي ظل أخيها وابن أخيها عليهماالسلام.
٢ ـ كان غالب عليها الاستغراق مع الله تعالى.
٣ ـ كانت من خير نساء زمانها.
٤ ـ إنها من ذوي القربى الذين أوجب الله مودتهم.
٥ ـ إنها من أشرف وأرفع بيوت العرب ، بل الدنيا بأسرها.
٦ ـ إنها لم تكن تصلح لزوج لعزوفها عن الدنيا كلية.
٧ ـ كان الإمام الحسين عليهالسلام يحبها حبا جما ، وله بها تعلق شديد ؛ لكثرة عبادتها وتبتلها لله تعالى. والمعصوم لا يحب ولا يبغض إلا في الله ، ولمن