قالت سكينة والدموع ذوارف |
|
منها على الخدين والجلباب |
ليت المغيري الذي لم أجزه |
|
فيما أطال تصيدي وطلابي |
كانت ترد لنا المنى أيامنا |
|
إذ لا نلام على هوى وتصابي |
خبرت ما قالت فبت كأنما |
|
ترمي الحشا بنوافذ النشاب |
أسكين ما ماء الفرات وطيبه |
|
مني على ظمأ وفقد شراب |
بألذ منك وان نأيت وقلما |
|
ترعى النساء أمانة الغياب (١) |
إلا أنه ذكر نص الأبيات بعينها في موضع آخر هكذا :
قالت سعيدة والدموع ذوارف |
|
منها على الخدين والجلباب |
إلى أن قال :
أسعيدَ ما ماءُ الفراتِ وطيبُه |
|
مني على ظمأ وحب شرابِ (٢) |
وذكره للأبيات هنا في صدد ذكر سعدى بنت عبدالرحمن بن عوف ، والقصيدة منسوبة لهذه القصة (٣) ، فكيف ركب الخبر من قصة سكينة وأبيات سعدى بنت عبدالرحمن بن عوف؟!
وماذا يعني هذا الاضطراب والتهافت؟
والطريف أن أبا الفرج نفسه يعترف بعد ذكره خبر التشبيب بسعدى ، أن المغنين غيروا لفظ سعدى إلى سكينة ، وسوف نأتي على بيانه بعيد هذا (٤).
وإذا أردنا أن نحسن الظن بأبي الفرج الاصفهاني ، فترجع المشكلة إلى
__________________
(١) الأغاني ١ : ١٧٢.
(٢) الأغاني ١٧ : ١٦٢.
(٣) يأتي في صفحة ٧٤ و ٧٥ ذكر أبيات تشبيبه بسعدى ، فراجع.
(٤) راجع صفحة ٩٢ من هذا الكتاب.