أبادر بوابين قد وكلا بنا |
|
وأحمر من ساج تبص مسامره |
فقال : نعم ، فقالت : فما دعاك إلى إفشاء سرها وسرك؟ هلا سترتها وسترت نفسك؟ خذ هذه الألف ، والحق بأهلك (١).
وفي رواية أخرى لأبي الفرج عن أبي الزناد : أن الفرزدق لما قال ها أنذا ، قالت : أنت الذي تقول :
أبيت أمني النفس أن سوف نلتقي |
|
وهل هو مقدور لنفسي لقاؤها |
فإن ألقها أو يجمع الدهر بيننا |
|
ففيها شفاء النفس منها وداؤها |
فقال : نعم ، قالت : قولك أحسن من منظرك ، وأنت القائل :
ودعتني بإشارة وتحية |
|
وتركتني بين الديار قتيلا |
لم أستطع رد الجواب عليهم |
|
عند الوداع وما شفين غليلا |
لو كنت أملكهم إذا لم يبرحوا |
|
حتى أودع قلبي المخبولا |
هال : نعم ، قالت : أحسنت أحسن الله إليك ، وأنت القائل :
هما دلتاني من ثمانين قامة |
|
كما انقض باز أقثم الريش كاسره |
فلما استوت رجلاي في الأرض قالتا |
|
أحي فيرجى أم قتيل نحاذره |
فقلت ارفعوا الأسباب لا يشعروا بنا |
|
ووليت في أعجاز ليل أبادره |
أحاذر بوابين قد وكلا بها |
|
وأحمر من ساج تبص مسامره |
فأصبحت في القوم العقود وأصبحت |
|
مغلقة دوني عليها دساكره |
قال : نعم ، قالت : سوأة لك فشيت السر ، فضرب بيده على جبهته وقال : نعم ، فسوأة لي.
ثم دخلت الجارية على مولاتها وخرجت وقالت : أيكم جرير؟ فقال :
__________________
(١) الأغاني ١٦ : ١٦٩ و ١٧٠.