ها أنذا ، قالت : أنت القائل :
رزقنا به الصيد الغزير ولم تكن |
|
كمن نبله محرومة وحبائله (١) |
فهيهات هيهات العقيق ومن به |
|
وهيهات حي بالعقيق نواصله |
قال : نعم ، قالت : أحسن الله إليك ، وأنت القائل :
كأن عيون المجلتين تعرضت |
|
وشمسا تجلى يوم دحين سحابها |
إذا ذكرت للقلب كاد لذكرها |
|
يطير إليها واعتراه عذابها |
قال : نعم ، قالت : أحسنت ، وأنت القائل :
سرت الهموم فبتن غير نيام |
|
وأخو الهموم يروم كل مرام |
طرقتك صائدة القلوب وليس ذا |
|
وقت الزيارة فارجعي بسلام |
لو كان عهدك كالذي حدثتني |
|
لوصلت ذاك فكان غير لمام |
تجري السواك على أغر كأنه |
|
برد تحدر من متون غمام |
قال : نعم ، قالت : سوأة لك جعلتها صائدة القلوب حتى إذا أناخت ببابك جعلت دونها حجابها ، ألا قلت :
طرقت صائدة القلوب فمرحبا |
|
نفسي فداؤك فادخلي بسلام |
قال : نعم ، فسوأة لي ، قالت : فخذ هذه الألف دينار والحق بأهلك.
ودخلت الجارية وخرجت وقالت : أيكم كثير عزة؟ فقال : هاأنذا ، فقالت : أنت القائل :
وأعجبني يا عز منك خلائق |
|
حسان إذ عد الخلائق أربع |
دنوك حتى يطمع الصب في الصبا |
|
وقطعك أسباب الصبا حيث تقطع |
فوالله ما يدري كريم مطلته |
|
أيشتر إن قاضاك أم يتضرع |
__________________
(١) الأبيات وما بعدها أوردها عن الأغاني السيد محسن الأمين العاملي في أعيان الشيعة ٥ : ٣٤٥.