قال : نعم ، قالت : أعطاك الله مناك ، وأنت القائل :
هنيئا مريئا غير داء مخامر |
|
لعزة من أعراضنا ما استحلت |
فما أنا بالداعي لعزة في الورى |
|
ولا شامت إن فعل عزة زلتِ |
وكنت كذي رجلين رجل صحيحة |
|
و رجل رمى فيها الزمان فشلتِ |
قال : نعم ، قالت : أحسن الله إليك ، وفي رواية قالت : كثير أنت القائل :
يقر بعيني ما يقر بعينها |
|
وأحسن شيء ما به العين قرت |
قال : نعم ، قالت : أفسدت الحب بهذا التعريض ، خذ ألف دينار وانصرف.
ثم دخلت الجارية وخرجت وقالت : أيكم نصيب؟ فقال : ها أنذا ، قالت : أنت القائل :
ولولا أن يقال صبا نصيب |
|
لقلت بنفسي النشأ الصغار |
ألا ياليتني قامرت عنها |
|
وكان يحل للناس القمار |
فصارت في يدي وقمرت مالي |
|
وذاك الربح لو علم التجار |
على الاعراض منها والتواني |
|
فإن وعدت فموعدها ضمار |
قال : نعم ، قالت : والله إن إحداهن لتقوم من نومتها فما تحسن أن تتوضأ فلا حاجة لنا في شعرك.
وفي رواية تذكرة الخواص (١) أنها قالت لنصيل : أنت القائل :
من عاشقين تواعدا وتراسلا |
|
حتى إذا نجم الثريا حلقا |
باتا بأنعم ليلة وألذها |
|
حتى إذا وضح الصباح تفرقا |
قال : نعم ، قالت : وهل في الحب تدانٍ ، خذ هذه ألف دينار وانصرف.
ثم دخلت الجارية وخرجت وقالت : أيكم جميل؟ قال : ها أنذا ،
__________________
(١) تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي : ٢٧٩.