٢ ـ إن عمر بن أبي ربيعة لقي عائشة بنت طلحة بمكة وهي تسير على بغلة لها ، فقال لها : قفي حتى أسمعك ما قلت فيك ، قالت : أوقد قلت يا فاسق؟ قال : نعم ، فوقفت فأنشدها :
ياربة البغلة الشهباء هل لك في |
|
أن تنشري ميتا لا ترهقي حرجا |
قالت بدائك مت أو عش تعالجه |
|
فما نرى لك فيما عندنا فرجا (١) |
٣ ـ ومما يغني فيه من أشعار عمر بن أبي ربيعة في عائشة بنت طلحة ، قوله في قصيدته التي أولها :
من لقلب أمسى رهينا معنى |
|
مستكينا قد شفه ما أجنا |
إثر شخص نفسي فدت ذاك شخصا |
|
نازح الدار بالمدينة عنا (٢) |
٤ ـ كان ابن محرز أحسن الناس غناء ، فمر بهند بنت كنانة بن عبدالرحمن حليف قريش ، فسألته أن يجلس لها ولصواحب لها ، ففعل وقال : أغنيكن صوتا أمرني الحارث بن خالد بن العاص بن هشام أن أغنيه عائشة بنت طلحة بن عبيد الله في شعر له قاله فيها ، وهو يومئذ أمير مكة؟ قلن : نعم ، فغناهن :
فوددت إذ شحطوا وشطت دارهم |
|
وعدتهم عنا عواد تشغل |
أنا نطاع وأن تنقل أرضنا |
|
أو أن أرضهم إلينا تنقل (٣) |
٥ ـ حجت عائشة بنت طلحة بن عبيدالله ، فجاءتها الثريا وإخوتها ، ونساء أهل مكة القرشيات وغيرهن. وكان الغريض فيمن جاء ، فدخل النسوة عليها فأمرت لهن بكسوة وألطاف كانت قد أعدتها لمن يجيؤها ،
__________________
(١) الأغاني ٢٠٦ : ١ ـ ٢٠٧.
(٢) المصدر السابق : ٢٠٨.
(٣) المصدر السابق : ٣٦٦.