الشعر على لسانه ، فبلغ ذلك أخاها محمد بن سليمان فغصب. واتفقت وفاة محمد ، فطلب ابن سليمان حمادا فتغيب منه ، ثم بلغه أنه هجاه بأبيات منها :
جداك جدان لم تعب بهما |
|
وإنما العيب منك في البدن (١) |
قال ابن عبد ربه الأندلسي : خرج رسول عائشة بنت المهدي ـ وكانت شاعرة ـ إلى الشعراء ، فيهم صريع الغواني فقال : تقرؤكم سيدتي السلام ، وتقول لكم : من أجاز هذا البيت فله مئة دينار ، فقالوا : هاته ، فأنشدهم :
أنيلي نوالا وجودي لنا |
|
فقد بلغت نفسي الترقوه |
فقال صريع :
وإني كالدلو في حبكم |
|
هويت إذ انقطعت عرقوه (٢) |
كتبت على تاجها :
أنا ولله أصلح للمعالي |
|
وأمشي مشيتي وأتيه تيها |
وأمكن عاشقي من لثم ثغري |
|
وأعطي قبلتي من يشتهيها (٣) |
ولا نريد أن نسرد أكثر من هذه الشواهد ، فقد أعرضنا عن كثير مراعاة لحرمة قرائنا الكرام من أن نشين أسماعهم بعبث نساء هؤلاء ، ومجون شعرائهم ، وهذا فيما كتب ، وما خفي كان أعظم ، وقد توخينا في عرضنا هذا إلى الأسباب والدوافع التي دفعت هؤلاء المؤرخين من بني مروان ، كأبي
__________________
(١) لسان الميزان٤٢٦ : ٢ رقم ٢٩٤٢ في ترجمة حماد عجرد.
(٢) العقد الفريد ١٩٧ : ٦.
(٣) شرح رسالة ابن زيدون بهامش شرح لامية العجم ١١ : ١ ، عنه «سكينة بنت الحسين» للمقرم : ٦٠.