ومن الروايات ما تواتر من حرمة الغناء كما في رواية يونس قال : سألت الخراساني صلوات الله عليه عن الغناء وقلت : إن العباسي ذكر عنك أنك ترخص في الغناء ، فقال : «كذب الزنديق ما هكذا قلت له ، سألني عن الغناء فقلت له : إن رجلا أتى أبا جعفر عليهالسلام فسأله عن الغناء فقال : يافلان إذا ميز الله بين الحق والباطل فأين يكون الغناء؟ قال : مع الباطل ، فقال : حكمت» (١).
وعن عبد الأعلى قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن الغناء وقلت : إنهم يزعمون أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رخص في أن يقال : حيونا حيونا نحييكم. فقال : «إن الله تعالى يقول : ( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين * لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين * بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ) (٢) ـ ثم قال ـ : ويل لفلان مما يصف ، رجل لم يحضر المجلس» (٣).
وفي مرسلة المقنع عن الصادق عليهالسلام : «شر الأصوات الغناء» (٤).
وفي الخصال بسنده عن الحسن بن هارون قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : «الغناء يورث النفاق ويعقب الفقر» (٥).
ويعضده الأخبار الدالة على تحريم الاستماع له كما في صحيحة مسعدة بن زياد قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام فقال له رجل : بأبي أنت وأمي إني أدخل كنيفا ولي جيران ، وعندهم جوار يتغنين ويضربن بالعود ، فربما
__________________
(١) الوسائل ٣٠٦ : ١٧ ، ب٩٩ من أبواب ما يكتسب به ، ح ١٣.
(٢) الأنبياء ١٦ : ٢١ ـ ١٨.
(٣) الوسائل ٣٠٧ : ١٧ ، ح ١٥.
(٤) المصدر السابق : ٣٠٩ ، ح ٢١.
(٥) المصدر السابق : ٣٠٩ ، ح٢٣.