الماجن ، مدعيا الخبر ملازمته للسيدة سكينة ؛ لمضاحكتها ومؤانستها على غرار ما كان يفعله مع خلفاء بني أمية وآل الزبير ، فقد عرف «أشعب» بولائه لآل الزبير ، وهو ابن حميدة سيئة السمعة والصيت ، فقد كانت مولاة لأسماء بنت أبي بكر زوجة الزبير ، ولها تاريخها الأسود بما ذكر عنها بأنها : كانت تدخل بيوت أزواج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وتحرش بينهن ، فأمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بتعزيرها ، وقيل : دعا عليها فماتت (١).
وقال ابن حجر في لسان الميزان : كانت تنقل كلام أزواج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بعضهن إلى بعض فتلقي بينهن الشر ، فدعا عليها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فماتت (٢).
هذا هو أشعب الذي تربى في بيوت الزبيريين ، ونقل عنه ملاحم العبث معهم ما شهدت به مطولات التاريخ ، فمتى أتيح له أن يكون مع سكينة بنت الحسين لا يفارقها ، وهو حليف عدو الهاشميين الألداء آل الزبير ، الذين عرفوا بمنافستهم لآل علي عليهالسلام وعدائهم وبغضهم لهم ، وهو أمر لا يستقيم مع ماذكر من مرافقته للسيدة سكينة ، وفي الوقت نفسه فهو مولى لآل الزبير؟!
على أن مرافقة أشعب للسيدة سكينة «آمنة» ـ كما نقله الخبر ـ يتعارض مع القيم الإسلامية والأخلاقية التي عرف بها آل علي ، من ورع وقداسة وتقوى تأبى معها مخالطة الرجال الأجانب والاجتماع بهم ومؤانستهم.
وبهذا تنكشف جليا محاولات الوضع والتزوير على السيدة سكينة ،
__________________
(١) الإصابة في تمييز الصحابة ٢٧٥ : ٤.
(٢) لسان الميزان ٥٠٧ : ١.