مقدمة التحقيق
( تمهيد )
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، عليه نعتمد وبه نستعين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين ، وآله وأصحابه الراشدين ، وبعد :
فإِن لنشوان بن سعيد الحميري ، صيتاً ذائعاً بين الأوساط العلمية اليمنية على مدى العصور ، وبين كثير من العلماء والمحققين العرب والمسلمين ، وبين المستشرقين في جميع أنحاء العالم ، وخاصة بين المتخصصين منهم في الدراسات العربية ـ السامية ـ القديمة ، وفي الدراسات الإِسلامية.
ولمؤلفاته مثل هذا الصيت ، وعلى رأسها موسوعته الضخمة كتاب ( شمس العلوم ) على الرغم من أنه لم يسبق نشره محققاً وكاملاً ، ولهذا فإِن الحديث عن تحقيقه ظل يدور في كثير من الندوات العلمية التي تنعقد في داخل اليمن أو خارجه ، وكان السؤال الذي يتردد على ألسنة العلماء المتخصصين هو : متى يفي اليمنيون لعلامتهم نشوان بن سعيد فيحققون كتابه ( شمس العلوم ) وينشرونه؟! وكان هذا السؤال غصة لمن يحضر هذه الندوات من اليمنيين.
ولكن هذا الواجب الكبير ، ظل يراود الأذهان ، بين الأوساط العلمية في داخل اليمن وخارجه ، حتى تصدينا لهذا العمل الكبير معتمدين على الله وعلى تشجيع ودعم كريم من ابن اليمن البار الوفي لشعبه وأمته وللتراث اليمني والعربي والإِسلامي ، فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح ، وبعون الله وتوفيقه أصبح الحلم حقيقة ، فخرج هذا الكتاب من رفوف المكتبات وظلام أقبيتها ، إِلى النور وأصبح ( شمس العلوم ) بين يدي القراء والدارسين المهتمين في كل مكان ، فلله الحمد والمنة.