وهذا السلام من الربّ الجليل يُعلم أفضلية خديجة على من سواها من نساء النبيّ وهو مشعر بمرتبتها العالية ، لأنّ إبلاغ السلام لا يأتي إلّا للمعصوم أو من بلغ مرتبة العصمة كسلمان وأبو ذر وعمار ، نعم انهم حكوا هذا السلام لآخرين لكن التحقيق والبحث في سيرتهم يثبت عدم صحة تلك النقول.
قال العسقلاني في فتح الباري وعند شرحه لهذا المقطع : « فقالت : هو السلام وعن جبرائيل السلام وعليك يا رسول الله السلام » :
قال العلماء : في هذه القصة دليل على وفور فقهها ، لأنّها لم تقل « وعليه السلام » كما وقع لبعض الصحابة ... فعرفت خديجة لصحة فهمها أن الله لا يردّ عليه السلام كما يرد على المخلوقين. (١)
وروى الحاكم النيسابوري بإسناده عن أنس : أنّ النبي قال : « حسبك من نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران ، وآسيه امرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد ». (٢)
وفي سنن الترمذي عن عبدالله بن جعفر قال : سمعت علي بن أبي طالب
_______________________________________
بأسانيد وأشكال متعددة ، فقد رواه البخاري عن أبي هريرة في صحيحه ٤ : ٢٣١ / كتاب بدء الخلق / باب تزويج النبيّ صلىاللهعليهوآله خديجة (رض) وفيه إشارة مقتضبة ، وفي سيرة ابن هشام ١ : ١٥٩ عن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب ، وفيه : الله السلام ، ومنه السلام ، وعلى جبرائيل السلام.
ورواه الدولابي في الذرية الطاهرة : ٣٦ عنه ، ووالحاكم في مستدركه ٣ : ١٨٦ ، عن أنس ، وفيه : إنّ الله هو السلام ، وعليك السلام ، ورحمة الله وبركاته ، قال : حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، وفي المعجم الكبير ٢٣ : ١٥ ، والسنن الكبرى للنسائي ٥ : ٩٤ / ٨٣٥٩ ، عن أنس أيضاً وعنه في الإصابة ٨ : ١٠٢ ، وفيه : إن الله هو السلام ، وعلى جبرائيل السلام ، وعليك السلام.
وفي تفسير العياشي ٢ : ٢٧٩ / ١٢ عن أبي سعيد الخدري ، وعنه في بحار الأنوار ١٦ : ٧.
١. فتح الباري ٧ : ١٠٥.
٢. المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٥٧ ورواه الترمذي ٥ : ٣٦٧ رقم ٣٩٨١ في أبواب المناقب ، مسند أحمد ٣ : ١٣٥ ، أخبار اصبهان ٢ : ١١٧.