الدرس السابع
الأمر الثاني عشر
حسن الخلق والحلم
من أهمّ فلسفة البعثة النبويّة نشر الخلق الحسن في المجتمع ، والعلماء ورثة الأنبياء ، فهم أولى من غيرهم بحسن الخلق والتحلّي به ، ونشره سلوكاً وعملا وقولا ، فإنّ سوء الخلق ممّـا ينفّر الطباع ويوجب فرار الناس ، ورجل العلم والدين هدفه السامي هداية الناس كالأنبياء (عليهم السلام) ، وهذا يعني أنّه لا بدّ أن يحتكّ بالناس بعد أن يهذّب نفسه ويزكّي قلبه ، وينشرح صدره ، ويتزيّن بالعلم والحلم والوقار والسكينة ، فيحتاج في مقام الإرشاد والتبليغ وأداء المسؤوليّة إلى خلق رفيع وحسن حتّى يجذب الناس إليه ، كما يشهد بذلك سيرة نبيّنا المصطفى حبيب القلوب وطبيب النفوس رسول الله محمّد (صلى الله عليه وآله).
وعلماء الآخرة يتّصفون بصفات الله سبحانه ، ولهم علامات ودلائل ، أهمّها خمسة يفهم من خمس آيات ، وهي : الخشية والخشوع والتواضع وحسن الخلق والزهد ، أي إيثار الآخرة على الدنيا الدنيّة.