أكثر أوقاتهم بالبطالة ، هؤلاء كالصنف الأوّل أخطأوا الطريق أيضاً ، وينطبق عليهما معاً كلام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : « لا ترى الجاهل إلاّ مفرطاً أو مفرّطاً » ونتيجة ذلك أنّ الإفراط والتفريط كلاهما خطأ ، بل كما قال مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) : « اليمين والشمال مضلّة ، والطريق الوسطى هي الجادّة ».
فعلى الطالب أن يسلك طريقة الاعتدال ، فيشتغل بالدراسة بكلّ جهده وطاقته ويبذل ما في وسعه في طلب العلم ، وبجنبه يشتغل بالعبادات والزيارات والأدعية والأذكار ، فهما جناحان لطالب العلم يحلّق بهما في آفاق الكمال وسماء السعادة ، وهما عبارة اُخرى عن التزكية والعلم ، والتربية والتعليم ، فعبادة من دون دراسة يجرّه جهله إلى وادي الهلاك ، وعلم بلا عبادة يؤدّيه إلى وادي الشقاء ، فالعلم والعبادة معاً جنباً إلى جنب (١).
قال الله تعالى :
(يُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمْهُمُ الكِتابَ وَالحِكْمَةَ) (٢).
__________________
١ ـ مقتبس من سيماء الصالحين : ١٤٨.
٢ ـ آل عمران : ١٦٤ ، الجمعة : ٢.