الدرس الثاني
لقد تحدّثنا في المقدّمة والفصل الأوّل عن أهميّة علم الأخلاق في الإسلام ، وبعض ما جاء في منية المريد ، ولماذا نراعي الآداب في حياتنا العلميّة والعمليّة. ووصلنا إلى الآداب والأخلاق التي على الطالب أن يراعيها ، وهي كما يلي :
الأمر الأوّل
صدق النيّة
النيّة الصادقة : أن يحسن نيّته ويطهّر قلبه من الأدناس والذنوب والمعاصي ، ليصلح لقبول العلم وحفظه واستمراره ، فإنّ القلب سلطان البدن ، فإذا صلح صلح الجسد كلّه ، وحرام على قلب مذنب ظلماني أن يدخله النور ، واستعن على الحفظ وزيادة الحافظة بقلّة الذنوب وتركها ، فإنّ الذنب على الذنب من دون التوبة ، وتبديل السيّئات بالحسنات ، يوجب النسيان ، وقلّة الحافظة ، وضعف القوّة الدرّاكة.
« لا بدّ لطالب العلم من النيّة في تعلّم العلم ، إذ النيّة هو الأصل في جميع