ذكره أبو حنيفة وقال : إن العبب هو حب أحمر كأنه خرز العقيق أصغر من النبق وأكبر من حب العنب في أخبية في كل خباء واحدة قال : فأريته الكاكنج فقال ليس به وذكر أن الناس يلتمسون ورقه الذي لم يتثقب فيدق وتضمد به الأوجاع فينتفع به وورقه كثيف واسع وخيطانه عسلة طوال وهي إلى الغبرة والتثقب إليه سريع ، ولذلك تزعم العرب أن الجن تثقبه حسدا للإنس. لي : هذا النوع من الكاكنج هو المستعمل اليوم بالشام والشرق في الأقراص وغيرها وهو كثير في بساتين مدينة الرها بهذه الصفة المذكورة وهو كثير أيضا ببلاد الأندلس وأهله معروف بها يتخذونه في منازلهم ويعرفونه بالغالبة بالغين المعجمة والباء بواحدة من أسفلها وسيأتي ذكر الكاكنج في هذا الباب في رسم عنب الثعلب.
عتم : قال أبو عبيد البكري : هو الزيتون الجبلي يعظم شجره جدا وثمره هو الدغنج (١) وهو حب أسود له نوى فيه حرافة وورقه كورق الزيتون ومساويكه كمساويكه جياد. وقال صاحب المنهاج مثله أو نحوه. الغافقي وابن جلجل : العتم هو الدواء المسمى باليونانية قيلورا. ديسقوريدوس في الأولى : قيلورا هي شجيرة شبيهة بشجر الحناء في عظمها لها ورق كورق الزيتون غير أنه أوسع وأشد سوادا منه ولها ثمرة شبيهة بثمرة شجرة المصطكي أسود اللون في طعمه حلاوة وكأنه في عناقيد ونبات هذه الشجرة في أماكن وعرة وورقها يقبض كما يقبض ورق الزيتون البري وتصلح لكل ما يحتاج إلى قبض وخاصة قروح الفم إذا مضغ أو تمضمض بطبيخه وإذا شرب طبيخه أدر البول.
عثوب : الغافقي : قال أبو حنيفة هو شجر نحو القامة وورقه شبيه بورق الكبر إلا أنه كثيف غليظ ينبت في الشواهق كما ينبت الكتم يجفف ورقه ويدق ويوجف بالماء كما يوجف الخطمي فيربو ويثخن فيطلى به في موضع دفىء كنين من الريح وإذا جف أعيد فيحلق الشعر حلق النورة إلا أن في ذلك إبطاء وهو قليل في البلاد.
عتق : الغافقي : زعم قوم أنه السماق وهو خطأ. قال أبو حنيفة : هو شجر نحو شجر الرمان في القدر وورقه أحمر مثل ورق الحماض ، وكذا ثمره وهو حامض عفص وله عساليج حمر يقشر كما يقشر الريباس ويؤكل وله حب كحب الحماض فيه خشونة ومنابته السهول ويطبخ ورقه حتى ينضج ثم يعصر عنه ماؤه ثم يلقى في الراتب المنزوع عنه زبده الحامض فيؤكل ليقوي البطن ويفتق الشهوة.
عجما : زعم الغافقي أنه النبت المسمى بالبربرية تاغيفشت وهو القوالية (٢) أيضا ثم أتى بها ماهية وقال هي المستعجلة وأتى بمنافع المستعجلة وأغفل منافع القوالية وهو وهم لأن القوالية المذكورة هي النبت المسمى باليونانية سطرونيون وقد ذكرته في السين المهملة وهو غير المستعجلة وسطرونيون أحدّ من المستعجلة وأقوى وسيأتي ذكر المستعجلة في الميم.
عجب : هو النبات الذي تعرفه الأطباء بحب النيل وقد ذكرناه في الحاء المهملة.
عدس : ديسقوريدوس في الثانية : أجوده أسرعه نضجا وإذا أنقع في الماء لم يسوده.
جالينوس في ٨ : العدس يقبض قبضا يسيرا ليس بالشديد فأما في الحرارة والبرودة فهو وسط ويجفف في الدرجة الثانية ونفس جرمه يجفف ويحبس البطن فأما الماء الذي يطبخ به العدس فيطلق البطن ولذلك صار من يستعمله لحبس بطنه يطبخه طبختين ويصب ماءه الأوّل. ديسقوريدوس : إذا أدمن أكله عرضت منه غشاوة في البصر وهو عسر الإنهضام رديء للمعدة يولد الرياح في المعدة والأمعاء وإذا طبخ بغير قشره عقل البطن وأجوده أسرعه نضجا وله قوّة
__________________
١) نسخة الزبنوج.
٢) نسخة اللقولية.