أهل الأعراب ينبت ببلاد الحجاز وغيرها ، وهو شيء ينبت على أغصان شجر أم غيلان وعلى السيال والسمر وأشباه هذه يخرج من نفس أغصان الشجرة قصب تشبه أعواد اللوز عليها ورق كثيف شديد الخضرة على قدر ورق اللوز إلا أن أطرافه ليست بمحددة ويكون أصغر من ورق اللوز وبين ذلك ، ومنه ما يشبه ورق البنتومة النابتة أيضا بالأندلس والعدوة على شجر الزيتون والرمان واللوز إلا أن ورقه أشد قبضا وأكثر خضرة وأنعم ، ويتفرّع عن قصبها أغصان كثيرة كما يتفرع ذلك ويكون على أطرافها زهر (١) أحمر اللون بخلاف الينتومة ، فإن زهر الينتومة دقيق إلى الصفرة كزهر الزيتون ، وزهر هذه كزهر اللوز مليح المنظر إلا أنه إلى الطول فيه مشابهة من زهر صريمة الجدي الكبيرة إلا أنها أضخم وأمتن وأشد حمرة ، وفيه شيء من بعض مشابهة من جنبذة الرمانة أول خروجها وأطراف الزهرة متفرجة وفي غاية العفوصة والإبل حريصة على أكلها.
وزعم أهل الصحاري أنها تذهب مجاعة الإبل وأهل الصحاري الغربية يسمونها أكباب.
عهن : هو الصوف في اللغة وقد ذكرته في الصاد.
عوسج : ديسقوريدوس في ١ : هو شجيرة تنبت في السباخ لها أغصان قائمة مشوكة مثل الشجرة التي يقال لها أفسا أفنس في قضبانها وشوكها وورقها إلى الطول ما هو يعلوه شيء من رطوبة تدبق باليد ، ومن العوسج صنف آخر غير هذا الصنف أبيض أشد بياضا منه ، ومنه صنف آخر ورقه أشد سوادا من ورقه وأعرض مائل قليلا إلى الحمرة وأغصانه دقاق طوال يكون طولها نحوا من خمسة أذرع وهي أكثر شوكا منه وأضعف وشوكه أقل حدة وثمره عريض دقيق كأنه في غلف شبيهة بالدواء الذي يقال له سفندوليون. جالينوس في ٨ : هو شويكة تجفف في الدرجة الثالثة وتبرد في الأولى نحوا من آخرها وفي الثانية عند مبدئها ، ولذلك صارت تشفي النملة والحمرة التي ليست بكثيرة الحرارة وينبغي أن يستعمل منها في مداواة هذه ورقها اللين. ديسقوريدوس : ورق أصناف العوسج إذا تضمد به كان صالحا للحمرة والنملة ، وقد زعم قوم أن أغصانه إذا علقت على الأبواب والكواء أبطلت السحر. التجربتين : وعصارة ورقه إذا طبخ الورق بالماء حتى يثخن ويغلظ وينعقد ويحتفظ بها من الحرق تنفع من بياض عيون الصبيان ، وإذا سقيت بماء ورقه التوتيا المصنوعة بردت العين ونفعت من الرمد. الشريف : إذا عصرت أوراقه نفعت من الجرب الصفراوي ، وإذا دق وعصر ماؤه وعجن به الحناء وتدلك به في الحمام نفع من الحكة والجرب ، وإذا دخن بأغصانه طرد الهوام ، وإذا دق وعصر ماؤه في العين ٧ أيام متوالية نفع من بياض العين قديما كان أو حديثا ، وإذا أخذ من ثمر العوسج ودق ثم عصر وترك عصيره حتى يجف ثم ديف منه وزن دانق ببياض البيض أو ألبان النساء ، وقطر في العين فإنه من أبلغ الأدوية نفعا من جميع أوجاع العين وخاصة بياض العين. وقال : إن أطباء فارس والهند والسريانيين كانوا يعالجون به الجذام في ابتدائه بأن يصنعون منه شرابا على هذا الصفة يؤخذ أصول العوسج فيقطع ثم يطبخ في المطبوخ الريحاني حتى يذهب الثلثان ويبقى الثلث ، ثم يصفى ويعطى العليل منه ثلث رطل في شربة فإنه يسهل ٤ مجالس أو ٥ مرة سوداء محترقة ، ويتقدم قبل أخذه بثلاث ليال بأن يعطى العليل فيها لحم الضأن مطبوخا أسفيدباجا ، ويغب الدواء يومين ويؤخذ في الليلة الثالثة. لي : أكبر الأطباء ممن تكلم في العوسج يصف إليه منافع العليق ويتكلم عليها ، وهذا من عدم التحرير وقلة النظر لأنهما
__________________
١) نسخة وهو.