لي زيد بن علي : يا سورة كيف علمتم أنّ صاحبكم ـ يعني جعفر بن محمّد عليهماالسلام ـ على ما تذكرونه؟ قال : فقلت له : على الخبير سقطت ، قال : فقال : هات.
فقلت له : كنا نأتي أخاك محمّد بن علي عليهماالسلام نسأله ، فيقول : ( قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وقال الله جلّ وعزّ في كتابه ) ، حتّى مضى أخوك فأتيناكم آل محمّد صلىاللهعليهوآله ، وأنت فيمن أتيناه ، فتخبرونا ببعض ، ولا تخبرونا بكلّ الذي نسألكم عنه ، حتّى أتينا ابن أخيك جعفراً ، فقال لنا كما قال أبوه : ( قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وقال تعالى ) فتبسّم ـ يعني زيد بن علي ـ وقال : أما والله إن قلت هذا ، فإن كتب علي عليهالسلام عنده ) (١).
فهذا زيد يقول : أنّ للإمام علي عليهالسلام كتباً ، وواحدة من تلك الكتب هي الصحيفة الجامعة ، وقد ورد ذكرها في غير واحد من الكتب المعتبرة المعوّل عليها.
وقد أوصى المعصومون عليهمالسلام بحفظ الكتب ، وبكتابة الحديث ، فعن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : ( احتفظوا بكتبكم ، فإنّكم سوف تحتاجون إليها ) ، وعن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : ( اكتبوا ، فإنّكم لا تحفظون حتّى تكتبوا ) (٢).
أمّا الحاجة إلى علم الحديث مع وجود الإمام المعصوم ، فإنّ الاتباع لا يتاح لهم جميعاً أن يأخذوا العلم مباشرة من الإمام عليهالسلام ، فقد يكونوا في مناطق بعيدة عن الإمام عليهالسلام ، فيأخذون ممّن سمع من الإمام ، وإذا كان ذلك الحديث مكتوباً يكون أوثق لدى السامع ، وكتابتهم للحديث في ذلك الزمان ليس لهم فقط ، بل لمن يأتي بعدهم ، وإلى يومنا هذا ، وهو كفائدة كتابة حديث رسول الله صلىاللهعليهوآله في زمانه.
____________
١ ـ اختيار معرفة الرجال ٢ / ٦٧٤.
٢ ـ الكافي ١ / ٥٢.