فإنّ الإمامة مرتبة لا تدانيها مرتبة أُخرى.
والإمام لا يقعد حين يجب القيام ، وكذا لا يقوم حيث يجب القعود ، ولا ينفع القيام بل قد يضرّ.
س ٣٦ : ما حكم خروج أفاضل وأعلام أهل البيت عليهمالسلام من أئمّة الزيديّة وشيعتهم عند الإمامية؟ كالإمام الأعظم الشهيد زيد بن علي ، وابنه الإمام يحيى ، والأئمّة الأخوة محمّد وإبراهيم وإدريس ويحيى أبناء عبد الله الكامل بن الحسن بن الإمام الحسن بن الإمام علي ، وكالإمام الحسين بن علي الفخ ، والإمام القاسم الرسي ، وحفيده الإمام الهادي وغيرهم عليهمالسلام؟!
هل هم بغاة على الأئمّة الاثني عشر؟! أم أنّهم جهلوا النصّ على الاثني عشر؟! أم أنّ خروجهم كان دعوة إلى الاثني عشر؟!
ج ٣٦ : كان خروجهم على الظلم ، وكان أمراً بالمعروف ، ونهياً عن المنكر ، وكان مباركاً ومأذوناً من قبل الأئمّة عليهمالسلام ، وحاشاهم من البغي أو الدعوة لأنفسهم ، ولو ظفروا لوفوا للأئمّة عليهمالسلام ، كما وصفوهم ومدحوهم عليهمالسلام ، وكذلك صرّحوا بسعادتهم وأجرهم وشهادتهم.
وكانوا يعتقدون بأئمّتنا عليهمالسلام ، وروى يحيى بن زيد عن أبيه الطاهر : ( أنّ الأئمّة اثنا عشر ، وسمّاهم بأسمائهم ، وقال : إنّه عهد معهود عهد إلينا رسول الله صلىاللهعليهوآله (١).
هذا في بعض من ذكرت ، وأمّا البعض الأُخر ، فمنهم من نتوقّف فيهم لا نعلم حقيقتهم ، ومنهم من دعا إلى نفسه لا إلى إمام زمانه.
س ٣٧ : فما معنى الأحاديث المجمع عليها ، التي وردت في كتبكم ـ كالغدير للأميني ـ والتي جاءت في مدح أئمّة الزيديّة ، والثناء عليهم من النبيّ صلىاللهعليهوآله ، والدعاء على قاتلهم ، والبكاء عليهم عند إعلام الوحي له بقتل أحد منهم؟
ج ٣٧ : لو قرأت الغدير جيّداً ، وكذلك النصّ والاجتهاد ، وغيرها من كتب
____________
١ ـ النصّ والاجتهاد : ٥٣١.