حصل ذلك مع الحسين عليهالسلام عندما نصحه بعض أهل البيت بعدم الخروج ، كابن عباس ، ومحمّد بن الحنفيّة ، وغيرهما.
وعدم خروج جميع أهل البيت ، أو جميع الشيعة معه ، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب كفائي ، إذا قام به البعض سقط عن الباقين ، وليس هو كالجهاد الدفاعي ، الذي يجب على كلّ مسلم حتّى المريض والمعذور ، والمرأة والطفل.
وأصحاب الأئمّة عليهمالسلام لم يكونوا يعتقدون بزيد بأنّه إمام واجب الطاعة ، فلاحظ!! ومع ذلك فإنّ بعض أصحاب الأئمّة طلب ـ أي الإمام المعصوم عليهالسلام ـ في الخروج مع زيد.
ثمّ متى كنتم تعتقدون بإمامة زين العابدين؟ حتّى تقول عن زيد بن علي : الولي بن الولي!! وإذا قلت : أنّه من باب الإلزام ، فنقول لك : إنّا لا نعتقد بأنّ زيد عليهالسلام إمام ، وإن كنّا نعتقد بأنّ السجّاد عليهالسلام إمام.
س ٤٠ : البداء إنّما وضع حلاً لموت إسماعيل ـ قبل أبيه ـ الذي اعتقدوا إمامته فترة من الزمن ، عملاً بنظرية أنّ الإمامة في الكبير من أولاد الإمام السابق.
ج ٤٠ : ثبوت مسألة البداء كعقيدة إسلامية يكفي في الدلالة عليها ما يلي :
١ ـ قوله تعالى : ( يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) (١).
٢ ـ قوله تعالى : ( كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) (٢).
٣ ـ قوله تعالى : ( لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ) (٣).
وكذلك ما ورد في آثار الدعاء وفلسفته في تغيير القدر ، أو الصدقة التي تدفع ميتة السوء ، أو صلة الرحم التي تطيل العمر ، وهذه كلّها مسلّمات عند جميع المسلمين ، وهي من البداء.
____________
١ ـ الرعد : ٣٩.
٢ ـ الرحمن : ٢٩.
٣ ـ الطلاق : ١.