الجراحات بحرارتها ويقطع سيلان الدم ويبرئ القروح الخبيثة والنملة والحمرة والأكلة وأما أساطيس البري وهو نبات يشبه الأول الذي تستعمله الصباغون ورقه أكبر من ورقه ويشبه ورق الخس ، وله قضبان طوال كثيرة الشعب لونها إلى الحمرة وفي أطراف القضبان غلف كثيرة شبيهة بالألسن في شكلها مفلقة فيها بزر وله زهر أصفر دقيق ، وهذا النبات ينفع مما ينفع منه الأوّل وينفع أيضا المطحولين إذا شرب بشراب وتضمد به. جالينوس في السادسة : وأما النيل البستاني الذي تستعمله الصباغون فقوّته تجفف تجفيفا قويا من غير لذع لأنه مر قابض فهو لذلك يدمل الجراحات الحادثة في الأبدان الصلبة ولو كانت في رؤوس العضل وينفع أيضا انفجار الدم ويحلل ويضمر الأورام الرخوة إضمارا كثيرا ويقاوم مقاومة شديدة للأورام الرديئة عفنة كانت أو متأكلة فإن وجد في بعض الأوقات صلبا عند جوهر صاحب العلة فينبغي أن يخلط مع ورقه إذا سحق خبز أو دقيق شعير أو دقيق حنطة أو سويق شعير بحسب العلة ، فأما النيل البري ففيه قوّة حادّة بينة في مذاقته وفعله فهو بهذا السبب أكثر تجفيفا من النيل البستاني ولذلك صار أقوى في علاج الرطوبة العفنة الحادثة في الجراحات وفي القروح ، فأما في علاج القروح التي ذكرناها فهو أقل نفعا لأنه قوي وتجفيفه مع لذع وجميع ما كان كذلك فهو يهيج الأورام ويؤذيها وهذا النوع البري ينفع الطحال بسبب شدة قوّته ، فأما ذلك البستاني فليس يمكنه هذا. الغافقي : وأما النيلج المعروف عند الصباغين فهو نبات له ساق وفيه صلابة وله شعب دقاق عليها ورق صغار مرصعة من جانبين يشبه ورق الكبر إلا أنه أكثر استدارة منه ولونه إلى الغبرة والزرقة وساقه مملوءة من خراريب فيها بزر يشبه خراريب الكرسنة إلا أنها أصغر ولونها إلى الحمرة ، وهذا النبات هو العظلم ويتخذ منه النيلج بأن يغسل ورقه بالماء الحار فيجلو ما عليه من الزرقة وهو يشبه الغبار على ظاهر الورق ويبقى الورق أخضر ويترك ذلك الماء الحار ويرسب النيلج في أسفله كالطين فيصب عنه الماء ويجفف ويرفع ، ولأن الأطباء الذين ذكروا النيلج في الكتب لم يعلموا أن النيل الذي ذكره ديسقوريدوس وجالينوس غير هذا ولذلك خلطوا القول فيه ووصفوا فيه وصفا فأضافوا إليه ما ليس فيه ولذلك كان كلامهم فيه كذب وخطأ أكثره ، وقوّة هذا النيل الثاني مبردة لا محالة وهو يمنع من جميع الأورام في ابتدائها ويقال : أنه إذا شرب شيء منه يسير قدر أربع شعيرات محلولات بماء سكن هيجان الأورام والدم وأذهب العشق قبل تمكنه. وزعم قوم أنه نافع لسعال الصبيان الشديد الذي يقيئهم وأظنه الذي يكون من مادّة لطيفة حادّة لأنه قوي التبريد ، وزعم قوم أيضا أنه ينفع لقروح الرئة والشوصة السوداوية ويقطع دم الطمث ويجلو الكلف والبهق وينفع من داء الثعلب وحرق النار. الشريف : إذا شرب من النيل الهندي والكرماني درهمان في أوقية ورد مربى نفع من الوحشة والإغتمام وأذهب الخفقان وخاصة إذا خلط بمثل نصف وزنه مرداسنج وقليل دهن ورد وشمع وفلفل وطلي به على الكلف والأكلة نفع منهما ، وينبغي أن يتقدم في غسلها بماء لسان الحمل وعسل مجرّب. التجربتين : ينفع من قروح الرأس إذا حل بخل ولطخ به وإذا تمادى على التضميد به صاحب الخنازير المتفجرة حلل باقي صلابتها وأدملها. إسحاق بن عمران : وبدله إذا عدم وزنه من دقيق الشعير وثلثه من ماميثا.
نيمقا : هو النيلوفر أيضا ومعنى هذا في اليوناني