والورق على العقد محيط بها من كل جانب كثيرة متكاثفة ، وورقه هدب خشن المجس يقال أنه إذا غسل ودق وربي بماء الورد وضمد به قيل الصبيان نفع منها.
كندلا : أبو حنيفة : هو من نبات بلاد الدنبل ينبت في ماء البحر وبه تدبغ هناك الجلود الدنبلية الحمراء الغليظة. مجهول : قشرها هو الأيدع وهو قشر أحمر يقع في أدوية الفم وفي الأدوية النافعة من نفث الدم. ابن حسان : وينبت أيضا في جوار هذه الشجرة في جوف الماء في البحر شجر يقال له التنوم يشبه شجر الدلب في غلظ سوقه وبياض قشره وخشبه أيضا أبيض وورقه مثل ورق اللوز والأراك ولا شوك له ولا ثمر وهو مرعى للغنم والبقر والإبل تخوض عليه الماء حتى تأكل ورقه وأطرافه الرطبة ويحمل حطبه إلى المدن والقرى ويبيعونه ويستوقدونه لطيب رائحته ومنفعته وهو كثير بسواحل بحر عمان وماء البحر عدوّ لكل الشجر إلا الكندلا والتنوم وكلاهما يقبضان شديدا ويشدّان.
أقول : هذه الشجرة هي التي هي تنبت في بحر الحجاز وتعرف بالشورة وقد ذكرتها في الشين المعجمة.
كهرباء : زعمت التراجمة في متن كتاب ديسقوريدوس وجالينوس أن الكهرباء هو صمغ الجوز الرومي وليس كما زعموا بل غلطوا فيه لأن جالينوس لما ذكر الجوز الرومي قال فيه : ورد هذه الشجرة قوّته حارة في الدرجة الثالثة وصمغتها شبيهة بزهرتها وهي أسخن من الزهرة ، وأما ديسقوريدوس فقال فيه أنه إذا فرك فاحت منه رائحة طيبة هذا قول الرجلين الفاضلين في صمغ الجوز الرومي ، وليس في الكهرباء شيء من ذلك لا في الماهية ولا في القوّة ولا في طيب الرائحة ولا في الإسخان أيضا فقد ظهر من كلام التراجمة أنهم تقولوا على الفاضلين ما لم يقولا أن الكهرباء هي صمغة الجوز الرومي فتأمل ذلك. الغافقي : هي صنفان منها ما يجلب من بلاد الروم والمشرق ، ومنها ما يوجد بالأندلس في غربيها عند سواحل البحر تحت الأرض وأكثر ما يوجد منها عند أصول الدوم ، وزعم جهال الناس أن تلك المواضع كانت قبورا في القديم وأن ملوك الروم كانوا يديبونها ويصبونها على موتاهم لأنها تحفظ صورة الميت وتبدو صورته بأشفافها ، وهذا كذب لأن تلك المواضع لو كانت قبورا لكان أكثر ما تصاب في البراحات وتجمعها الحراثون وتؤخذ قطرات كالصمغ وهي أحسن وأصغر وأصلب من المشرقية وأقوى فعلا. وأخبرني الخبير به أنها رطوبة تقطر من ورق الدم لأنه هناك في هذه الناحية عند طلوعه من الأرض تقطر منه رطوبة شبيهة بالعسل هو يكون منها هذا الدواء وقد يكون فيه الذباب والتبن والمسامير والحجارة والنمل. ابن سينا : هو صمغ كالسندروس مكسره إلى الصفرة والبياض شفاف وربما كان إلى الحمرة يجذب التبن والهشيم من النبات ولذلك سمي كاه رباء أي سالب التبن بالفارسية وقال في الأدوية القلبية : لها خاصية في تقوية القلب وتفريحه معا بتعديلها المزاج وتمتينها الروح. ابن عمران : هي باردة يابسة وإذا شرب منه نصف مثقال بماء بارد حبس الدم الذي ينبعث من انقطاع عرق في الصدر ويحبس نزف الدم من أي موضع كان وينفع خفقان القلب الكائن من المرة الصفراء من قبل مشاركة القلب لفم المعدة وينفع من وجع البطن والمعدة.
الخوز : يقطع الرعاف وإذا علق على صاحب الأورام الحارة نفعها. ثاوفرسطس : إن علق على الحامل حفظ جنينها ويحفظ صاحب اليرقان وينفعه تعليقا ، وإن سحق ولطخ على حرق النار نفعه جدا. ماسرحويه : إن شرب منه مثقال حبس