الحديث (١).
قال الفاضل المذكور في حاشيته على هذا الموضع : فيه ذكر عبد الله بن محمد أبي بكر الحضرمي وفلان وفلان وعدهم على وجه يظهر اعتبارهم جداً حتى يرتقى الى ذروة التوثيق ، فتأمل حتى يظهر لك وجه ذلك فتذعن (٢).
أقول : وجهه ظاهر ، فان تخصيص الكشي هؤلاء المذكورين من بين جماعة من أصحابنا بالذكر يفيد أنهم من مشاهيرهم المعتمدين عليهم ، ومن أعيانهم المعروفين بالصدق والثقة والصلاح ، الذين يقبل قولهم ونقلهم ، ولا يقدح فيهم قادح ، ولا ينكر نقلهم منكر ، والا لكان تخصيصهم من بينهم بالذكر لغواً لا وجه له ، وهو خلاف المتعارف ، فيدل على جلالة قدرهم وكمال اعتبارهم في أبواب الروايات والنقول حتى يرتقى حالهم الى سنام التوثيق ، كما أفاد وأجاد ، وهو كذلك.
نظيره أن فقيهاً إذا قال : قال بالمسألة الفلانية جماعة من أصحابنا منهم الصدوق والشيخان والمرتضى ، يفهم منه أنهم من أعيان الفقهاء المعتمدين على فقههم واجتهادهم في أبواب الفقه ، وذلك كأنه ظاهر بأدنى تأمل.
فبان أن أبا بكر هذا من أفاضل الرواة المعتمدين عليهم والموثوقين بهم ، بل يستفاد بحسب العرف من تقديمه ذكراً في مثل هذا الموضع على جماعة الموثقين المنتجبين من بين جماعة من أصحابنا أنه أوثقهم وأورعهم وأصدقهم في الرواية ، وأشهرهم في الاعتماد على قوله ونقله.
وقد عد آية الله العلامة في المختلف في مسألة العقد على الاختين روايته من الصحاح ، حيث قال : احتج ابن الجنيد بما رواه أبو بكر الحضرمي في
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال ١ / ٢٤٢ ، برقم : ٩٤.
(٢) مجمع الرجال ١ / ٢٥١.