وأما ما في الاستبصار من بدل عيسى يحيى ، فالظاهر أنه غلط ، لان محمد ابن يحيى روى عن محمد بن الحسن فهو تلميذه ، فكيف يروي هو عنه؟ وفيه أيضاً نظر ، اذ لا مانع منه ، كما لا يخفى فتأمل.
ثم قال رحمهالله متصلا بما نقلنا عنه : ولعموم رواية جميل بن دراج ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الرجل يكون له على الرجل الدين فيجحده ، فيظفر من ماله بقدر الذي جحده أيأخذه وان لم يعلم الجاحد بذلك؟ قال : نعم. (١) ولا يضر وجود علي بن حديد الضعيف.
أقول : ابن حديد وان ضعفه الشيخ في كتابي الحديث ، وقال : لا يعتنون على ما ينفرد بنقله ، الا أنه يظهر من ترجمة يونس (٢) بن عبد الرحمن نهاية اعتباره بقوله وفعله ، وانه عاقل عارف ذو دين ، وهذا بطريق صحيح ، فلا بد من اعتباره قولا وفعلا.
وفي ترجمة هشام بن الحكم أن أبا جعفر عليهالسلام أمر الحسن بن راشد أن يأخذ بقول علي بن حديد في الصلاة خلف هشام بن الحكم (٣). فدل على جلالة قدر الرجل لكن بطريق غير معلوم الصحة.
وأما الفهرست (٤) والنجاشي (٥) فلم يزدا على أن له كتاباً ، ثم أسنداه بسنديهما اليه.
نعم قال قدسسره : انه كان فطحياً من أهل الكوفة ، ولكن نقل في ترجمة
__________________
(١) التهذيب ٦ / ٣٤٩ ، ح ١٠٧.
(٢) اختيار معرفة الرجال ٢ / ٧٨٧ ، برقم : ٩٥٠.
(٣) اختيار معرفة الرجال ٢ / ٥٦٣ ، برقم : ٤٩٩.
(٤) الفهرست ص ٨٩.
(٥) رجال النجاشى ص ٢٧٤.