ـ تعليقة ـ
في الفعل والتقرير
وليعلم أنّ البحث في حجّيّة خبر الواحد ـ على ما تقدّم ـ يعمّ فعل المعصوم وتقريره ، لما ذكرناه في غير موضع من رجوع البحث عن حجّيّة خبر الواحد إلى أنّه هل يثبت السنّة بنقل الواحد الغير المفيد بنفسه العلم بصدقه ، وهو قول الراوي قال : الصادق عليهالسلام كذا ، أو سمعته يقول كذا ، أو رأيته فعل كذا ، أو فعل بحضرته كذا ولم ينكر على الفاعل أو لم يردعه أو سكت عليه ، وكون السنّة ثابتة بالنقل الغير المفيد للعلم بصدقه وعدمه جهة مشتركة بين قول المعصوم وفعله وتقريره ، إذ السنّة عبارة عن قول المعصوم أو فعله أو تقريره ، وخبر الواحد المأخوذ في العنوان أيضا عبارة عمّا يرادف الحديث وهو ما يحكي قول المعصوم أو فعله أو تقريره ، بناء على أنّ الموصول كناية عن الكلام الحاكي لأحد الثلاثة ، والمراد به قول الراوي بإحدى العبارات المتقدّمة وما بمعناها.
وأمّا حجّيّة نفس قول المعصوم أو فعله أو تقريره بعد تحقّقه ودلالته على حكم معيّن ـ على معنى الملازمة الواقعيّة بينه وبين الحكم الواقعي المستندة إلى عصمة المعصوم نبيّا كان أو إماما ، عن الخطأ والنسيان والزلل والعصيان ـ فممّا لا كلام لأحد فيه ومن المسلّمات عندهم ، بل هو بملاحظة العصمة من القضايا الّتي قياساتها معها ؛ ومن الواضحات الّتي ليس من شأنها أن يبحث عنها في المسائل العلميّة النظريّة ، ولذا تراهم لا يتعرّضون في الكتب الاصوليّة للبحث عن أصل حجّيّة قول المعصوم أو فعله أو تقريره ، حتّى أنّ أصحابنا في باب الإجماع الّذي حجّيّته عندهم لأجل كشفه عن قول المعصوم لا يتكلّمون في حجّيّة هذا القول المكشوف عنه ، بل يتكلّمون في كشف الإجماع وعدمه عن قول المعصوم وفي كيفيّة الكشف على تقديره ، أهو من باب التضمّن أو الالتزام العقلي