وكان معاوية يدعو أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى سبّ علي ، كالمغيرة بن شعبة ، وبسر بن أرطاة ، وأمثالهما.
فإنّ بسر بن أرطاة صعد على منبر البصرة ، فشتم علياً عليهالسلام ، ثمّ قال : نشدت الله رجلاً علم أنّي صادق إلاّ صدّقني ، أو كاذب إلاّ كذّبني ، فقال أبو بكرة : اللهم إنا لا نعلمك إلاّ كاذباً ، قال : فأمر به فخنق (١).
وكان المغيرة بن شعبة ـ لمّا ولي الكوفة ـ يقوم على المنبر ويخطب ، وينال من علي عليهالسلام ويلعنه ويلعن شيعته (٢).
فإذا كان النبيّ صلىاللهعليهوآله يصرّح بأن : « من سبّ علياً فقد سبّني » ، وكان معاوية وبعض الصحابة يسبّون علياً عليهالسلام ، ممّا يعني أنّهم كانوا يسبّون رسول الله صلىاللهعليهوآله ، كما قالت أُمّ سلمة حينما سمعت بعضهم يسبّ علياً عليهالسلام : من منكم سبّ رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ فقيل لها : معاذ الله ، فقالت : سمعت رسول الله يقول : « من سبّ علياً فقد سبّني » (٣).
هذه سيرة بعض الصحابة ، فهل بإمكاننا أن نتردّد في التبرّي من هؤلاء بحجّة الصحبة لرسول الله صلىاللهعليهوآله؟!
( عبدو ـ لبنان ـ .... )
س : ما رأيكم بقول عدالة الصحابة؟ على اعتبار العدالة هي في التبليغ عن ما سمعوا عن الرسول ـ أي أنّهم عدول في نقل الحديث ـ مع احتجاج الخصم على ذلك بعدم ورود مثل هذا التجريح في الصحاح.
____________
١ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٤ / ١٢٨.
٢ ـ مسند أحمد ٤ / ٣٦٩ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٣ / ٢٤٤ ، المستدرك على الصحيحين ١ / ٣٨٥.
٣ ـ مسند أحمد ٦ / ٣٢٣ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٢١ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٣٠ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ١٣٣ ، خصائص أمير المؤمنين : ٩٩ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٢٦٦ و ٥٣٣ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٩١ ، المناقب : ١٤٩ ، جواهر المطالب ١ / ٦٦.