وبالجملة : فهما إلى النار ، ولا سبيل إلى فرض صحّة توبتهما ؛ وهذا ما عليه أعلام الشيعة ، كالشيخ المفيد وغيره من وجوه الطائفة.
( فراس العبدواني ـ ... ـ ..... )
س : هل صحيح أنّه يستحبّ الترضي للصحابة ، ولا يصحّ أن يقال بعد ذكر اسم الإمام علي بقول عليهالسلام أو ( كرّم الله وجهه ) ، والصحيح أن يقال : رضاللهعنه.
ج : هذه دعوى بلا دليل ، إذ إنّ من الصحابة :
١ ـ يسار بن سبع ـ المعروف بأبي الغادية الجهني ـ وهو من الصحابة بإجماع أهل السنّة ، وهو قاتل عمّار بن ياسر رضاللهعنه ، وقد صحّ عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قوله : « قاتل عمّار وسالبه في النار » (١) ، فهذا الشخص في النار بشهادة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، كما اعترف شيخ الوهّابية ناصر الدين الألباني ، فكيف ترضى على أهل النار؟!
٢ ـ مسلم بن عقبة المري ، ذكره ابن عساكر وابن حجر من الصحابة (٢) ، وهو الذي غزا المدينة ، واستباح بنات الصحابة والتابعين ، وقد صحّ عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قوله : « من آذى أهل المدينة آذاه الله ، وعليه لعنة الله والملائكة » (٣) ، واعترف النووي بأنّه من أهل النار ، فكيف تترضى عليه؟!
٣ ـ بسر بن أرطاة ، قد أوقع بأهل المدينة ومكّة أفعال قبيحة ، وآذى الصحابة ، وارتكب الأُمور العظام منها ما نقله أهل الأخبار والحديث : من ذبحه عبد الرحمن وقثم ابني عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب ، وهما
____________
١ ـ المستدرك ٣ / ٣٨٧ ، مجمع الزوائد ٧ / ٢٤٤ و ٩ / ٢٩٧ ، الآحاد والمثاني ٢ / ١٠٢ ، الجامع الصغير ٢ / ٢٣٣ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٣ / ٤٧٤.
٢ ـ تاريخ مدينة دمشق ٥٨ / ١٠٢ ، الإصابة ٦ / ٢٣٢.
٣ ـ مجمع الزوائد ٣ / ٣٠٧ ، الجامع الصغير ٢ / ٥٤٧ ، كنز العمّال ١٢ / ٢٣٧ ، فيض القدير ٦ / ٢٥.