( موالي ـ الكويت ـ ١٩ سنة ـ طالب )
س : إنّي شيعي ولله الحمد ، ومن القائلين بعصمة الأنبياء ، وأطلب منكم شاكراً معرفة أدلّة عصمة الأنبياء ، وعلاقتها مع الآية التالية : ( فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ له إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (١).
ج : إنّ الأدلّة على عصمة الأنبياء عليهمالسلام كثيرة ، فقد ذكر العلاّمة الحلّي ثلاثة منها في « كشف المراد » (٢) ، وأضاف إليها القوشجي دليلين آخرين في « شرح التجريد » (٣) ، وذكر الإيجي تسعة أدلّة في « المواقف » (٤).
ونقتصر في هذا المجال على ذكر دليلين ، هما :
١ ـ الوثوق فرع العصمة.
إنّ التبليغ يعمّ القول والفعل ، فكما في أقوال النبيّ تبليغ فكذلك في أفعاله ، فالرسول صلىاللهعليهوآله معصوم عن المعصية وغيرها ، لأنّ فيها تبليغاً لما يناقض الدين ، وهو معصوم من ذلك.
ولا يفتقر ذلك على زمن البعثة فقط ، وإنّما يشمل ما قبلها أيضاً ، لأنّه لو كانت سيرة النبيّ صلىاللهعليهوآله غير سليمة قبل البعثة ، فلا يحصل الوثوق الكامل به ، وإن صار إنساناً مثاليّاً.
إذاً ، فتحقّق الغرض الكامل من البعثة ، رهن عصمته في جميع فترات عمره.
____________
١ ـ القصص : ١٥ ـ ١٦.
٢ ـ كشف المراد : ٤٧١.
٣ ـ شرح تجريد العقائد : ٣٥٨.
٤ ـ المواقف : ٣٥٩.