فالترتيب المنطقي للموضوع هكذا : إنّ صدور السلبيات من المعصوم عليهالسلام ممكن نظرياً بالإمكان الوقوعي ، ولكن نظراً إلى أدلّة العصمة نلتزم باستحالة ذلك بالاستحالة الوقوعية.
فترى أنّ هذه الاستحالة لا تفرض حالة جبرية على المعصوم عليهالسلام ، بل هي نتيجة الأخذ بأدلّة العصمة.
وإن شئت عبّرت عن الموضوع : بأنّ المعصوم عليهالسلام لا يصدر منه الخطأ والمعصية في الخارج ، وإن كان صدورها منه عليهالسلام ممكن الوقوع عقلاً.
( كميل ـ عمان ـ ٢٢ سنة ـ طالب جامعة )
س : يشكّك البعض في آية التطهير ، قائلين بأن لو كان بالفعل تدلّ على العصمة ، فلم حكم شريح القاضي على أمير المؤمنين لصالح ذاك اليهودي؟ ولم يفعل مثل ذو الشهادتين؟ فإن كان الإمام عليهالسلام معصوماً وجب على شريح تصديقه.
ج : إنّ القواعد العلمية في كُلّ مجال تقتضي أن يفسّر المردّد أو المشكوك على ضوء المقطوع والمتيقّن ؛ وفي المقام : فإنّ دلالة آية التطهير لا يشوبها شكّ ولا ريب في إفادتها العصمة لأهل البيت عليهمالسلام ، وأمّا ما توهّم كنقض في هذا المجال فجوابه من وجوه :
١ ـ إنّ الأدلّة القائمة على لزوم العصمة في الأنبياء والأئمّة عليهمالسلام ليست منحصرة في آية التطهير فحسب ، بل وإنّ لها دلائل كثيرة عقلية ونقلية من الكتاب والسنّة ـ كما هو مقرّر في علم الكلام ـ.
٢ ـ إنّ في مسألة خزيمة ، كان طرف النبيّ صلىاللهعليهوآله أعرابياً مسلماً ، وبحسب الظاهر كان يجب على هذا الأعرابي الإيمان بالنبيّ صلىاللهعليهوآله وعصمته وأقواله ، فلا يحقّ له أن يعارض قول النبيّ صلىاللهعليهوآله أو أن يحاججه ، وشهادة خزيمة كانت من