ومنها : إنّه صلىاللهعليهوآله كيف يقول لهم ـ حسب الرواية المذكورة ـ أنّ العملية كانت من ظنونه ـ والعياذ بالله ـ وليس لهم أن يؤاخذوه بالظنّ ، في الوقت الذي كان يحثّ الناس على كتابة ورواية ما يصدر عنه (١).
وصفوة القول : أنّ العصمة لها أدلّتها القيّمة من العقل والنقل ، فلا تنثلم بما نقل بخلافها مع وهن السند والدلالة.
( أحمد الأسدي ـ اندونيسيا ـ ٢٦ سنة ـ خرّيج ثانوية )
س : قال تعالى : ( وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلاَّ أَن يَشَاء اللهُ ... ) (٢).
كيف يخاطب القرآن النبيّ هكذا؟ ونحن نعرف عصمة النبيّ عن الخطأ ، هل النبيّ نسي أن يقول أن شاء الله؟ أجيبوا جزاكم الله.
ج : الآية الكريمة لا تنافي العصمة عند النبيّ صلىاللهعليهوآله ، إذ الخطاب موجّه للمكلّفين ، والقرآن نزل بإيّاك أعني واسمعي يا جارة ، وليس هو خطاب للنبي صلىاللهعليهوآله.
ثمّ على قول من قال أنّه خطاب للنبي صلىاللهعليهوآله ، فليس فيه ما يسيء إلى عصمته صلىاللهعليهوآله ، إذ ذلك من الله تعالى تذكير له صلىاللهعليهوآله ، بأنّ كُلّ أمر موقوف على إرادته واشائته ، فإن شاء كان ، وإن لم يشأ لم يكن ، وهو صلىاللهعليهوآله غيرُ غافلٍ عن ذلك ، وقد شهد الله تعالى له بذلك ، فقال : ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (٣) ، وقال صلىاللهعليهوآله : « أدّبني ربّي فأحسن تأديبي » (٤).
____________
١ ـ مجمع الزوائد ١ / ١٣٩ ، ١٥١ ، الجامع الصغير ١ / ٤٠٤ ، كنز العمّال ١٠ / ٢٢٤ و ٢٢٩.
٢ ـ الكهف : ٢٣ ـ ٢٤.
٣ ـ القلم : ٤.
٤ ـ شرح نهج البلاغة ١١ / ٢٣٣ ، الجامع الصغير ١ / ٥١ ، كشف الخفاء ١ / ٧٠.