وإذا حملنا هذه اللفظة على غير النسيان الحقيقي فلا سؤال فيها ، وإذا حملناها على النسيان في الحقيقة ، كان الوجه فيه أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله لا يجوز عليه النسيان فيما يؤدّيه عن الله تعالى أو في شرعه ، أو في أمر يقتضي التنفير عنه ، فأمّا فيما هو خارج عمّا ذكرناه فلا مانع من النسيان (١).
فإذا كان لفظ النسيان صريح في النسيان الحقيقة ، فيجب حمل الآية على ما يوافق البراهين القطعية القرآنية وغيرها الناطقة بعصمة الأنبياء ، وبما يشمل النسيان ، فكيف الحال فيما إذا كان لفظ النسيان ظاهر في ذلك ، ويحمل معنى الترك في ذاته أيضاً ، فلا يمكن بعدها التمسّك بهذا الظاهر ، وطرح ذلك الفرع القطعي القائم على نفي جميع ذلك عن الأنبياء.
( تسنيم الحبيب ـ الكويت ـ ١٩ سنة ـ طالبة جامعة )
س : ذكر الشيخ الحائري اليزدي في إلزام الناصب (٢) : أنّ نبي الله عيسى عليهالسلام أحيا سام بن نوح عليهماالسلام في قصّة مفصّلة.
ثمّ إنّ سام طلب من النبيّ عيسى عليهالسلام أن يدعو الله له ليخفّف عنه سكرات الموت ، السؤال هو : أليس سام وصي نوح عليهماالسلام؟ وألا يفترض أن يكون أوصياء الأنبياء معصومين؟ فلماذا يطلب سام عليهالسلام تخفيف سكرات الموت عنه؟!
وجزاكم الله خير الجزاء ، ودمتم موفّقين.
ج : إنّ سام وصي نوح عليهالسلام ، وكُلّ وصي معصوم ، وطلبه في تخفيف سكرات الموت لا يدلّ على ارتكابه للمعصية.
ثمّ هذه الرواية نقلها صاحب إلزام الناصب عن مجمع البيان في تفسير القرآن للعلاّمة الطبرسي (٣) ، والعلاّمة قدسسره ذكرها بلا سند ، فهي رواية مرسلة لا
____________
١ ـ تنزيه الأنبياء : ١٢١.
٢ ـ إلزام الناصب ٢ / ٢٧١.
٣ ـ مجمع البيان ٢ / ٢٩٩.