٢ ـ الخطبة وردت من دون تعيين شخص بعينه.
٣ ـ لو سلّمنا كُلّ هذا ، فإنّ بعض المصادر (١) ذكرت : أنّ أصل هذا الكلام حكاه الإمام علي عليهالسلام عن النادبة أو الباكية لهذا البعض من الأصحاب ، وفي آخره قال الإمام علي عليهالسلام : « أما والله ما قالت ولكنّها قوّلت » (٢).
ولتوضيح المطلب نقول : إنّ الإمام عليهالسلام حكى هذا القول عن النادبة أو الباكية لهذا البعض من الأصحاب ، وربما يشكل بأنّ حكايته لهذا الكلام دليل على قبوله؟ فالجواب يكون بأنّه عليهالسلام قال بعد أن استشهد بكلام النادبة : « والله ما قالت ولكنّها قوّلت » ، ممّا يشعر بردّه لكلام النادبة وعدم قبوله له.
( موسى ـ السعودية ـ .... )
س : قرأت في نهج البلاغة : ومن كلام له عليهالسلام ، وقد شاوره عمر بن الخطّاب في الخروج إلى غزو الروم : « وَقَدْ تَوَكَّلَ اللهُ لأَهْلِ هَذا الدِّينِ بِإِعْزَازِ الْحَوْزَةِ ، وَسَتْرِ الْعَوْرَةِ ، وَالَّذِي نَصَرَهُمْ ـ وَهُمْ قَلِيلٌ لاَ يَنْتَصِرُونَ ، وَمَنَعَهُمْ وَهُمْ قَلِيلٌ لاَ يَمتَنِعُونَ ـ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ.
إنَّكَ مَتَى تَسِرْ إلى هذَا الْعَدُوِّ بِنَفْسِكَ ، فَتَلْقَهُمْ بِشَخْصِكَ فَتُنْكَبْ ، لاَ تَكُنْ لِلْمُسْلِمِينَ كَانِفَةٌ دُونَ أَقْصَى بِلاَدِهِمْ ، وَلَيْسَ بَعْدَكَ مَرْجِعٌ يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ ، فَابْعَثْ إِلَيْهِمْ رَجُلاً مِجْرَباً ، وَاحْفِزْ مَعَهُ أَهْلَ الْبَلاَءِ وَالنَّصِيحَةِ ، فَإِنْ أَظْهَرَ اللهُ فَذَاكَ مَا تُحِبُّ ، وَإِنْ تَكُنِ الأُخْرَى ، كُنْتَ رِدْءاً للنَّاسِ وَمَثَابَةً لِلْمُسْلِمِينَ » (٣).
فهل المقصود من ذلك اعترافه بخلافة عمر؟ وأنّه المرجع الوحيد للناس في زمن خلافته؟
____________
١ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٣ / ٢٨٥ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٤ / ٤٥٨ ، البداية والنهاية ٧ / ١٥٨.
٢ ـ شرح نهج البلاغة ١٢ / ٥.
٣ ـ شرح نهج البلاغة ٨ / ٢٩٦.