أليس هذا الحديث يدلّ على ثبوت الأولوية بالتصرّف لعلي عليهالسلام؟ وهذه الأولوية مستلزمة للإمامة.
٣ ـ حديث الغدير : أخرج أحمد بن حنبل بسند صحيح وغيره عن زيد بن أرقم قال : نزلنا مع رسول الله صلىاللهعليهوآله بواد يقال له : وادي خم ، ... قال صلىاللهعليهوآله : « فمن كنت مولاه فإنّ علياً مولاه ، اللهم عاد من عاداه ، ووال من والاه » (١).
فأثبت رسول الله صلىاللهعليهوآله في هذا الحديث لعلي عليهالسلام ما ثبت له من الأولوية بالناس من الناس ، أي من أنفسهم ، ثمّ إنّهم ـ أي الصحابة ـ جميعاً بايعوه على هذا ، وسلّموا عليه بإمرة المؤمنين ، وهنّؤوه ، ونظمت فيه الأشعار.
( هاشم ـ الكويت ـ ١٨ سنة ـ طالب جامعة )
س : نشكركم على إتاحة الفرصة لنا بالاستفادة منكم ، أدام الله توفيقكم.
سؤالي هو : لماذا لا تكون عبارة النبيّ صلىاللهعليهوآله : « من كنت مولاه فهذا مولاه » دليلاً وقرينة على أنّ معنى « المولى » هو المحبّ والنصير؟
ج : إنّ هذه الشبهة هي محاولة منسوخة من قبل البعض لتأويل معنى « المولى » في حديث الغدير (٢) ، ولكنّها مردودة لوجوه :
منها : إنّ صدر الحديث لا يحتمل فيه هذا التوجيه ، إذ لا يعقل أن يأمر النبيّ صلىاللهعليهوآله الناس بالاجتماع والإصغاء إلى مجرّد معنى المحبّة والنصرة.
وبعبارة أُخرى : لدينا قرينة حالية صريحة بأنّ ذاك الاهتمام البالغ لا يتصوّر أن ينصب فقط لبيان كون علي عليهالسلام محبّاً وناصراً ، لمن كان النبيّ محبّاً وناصراً له ، أو بمعنى : من أحبّني وتولاّني فليحبّ علياً وليتولّه.
____________
١ ـ مسند أحمد ٤ / ٣٧٢ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٨٥.
٢ ـ شرح تجريد العقائد : ٣٦٨.