وفي المصدر ذاته : وقد اشتهرت الروايات عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام أنّ الله أوحى إلى نبيّه صلىاللهعليهوآله أن يستخلف علياً عليهالسلام فكان يخاف أن يشق ذلك على جماعة من أصحابه ، فأنزل الله سبحانه هذه الآية تشجيعاً له على القيام بما أمره بأدائه (١).
وقد وردت بعض الأقوال في تفسير هذه الآية بالعصمة من القتل (٢).
ومن خلال ذلك نعلم أنَّ العصمة للنبي صلىاللهعليهوآله تحقّقت بشقّيها ـ سواء الخشية من القتل أو الخشية من التكذيب ـ حيث سلم النبيّ صلىاللهعليهوآله من المنافقين والحاقدين من أن يعتدوا عليه لتنصيب علي عليهالسلام.
وهو في هذا الموقف يشابه موقف موسى عليهالسلام حيث توقّف عن التبليغ خشية القتل ، كما حكى الله تعالى عنه : ( رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ ) (٣) ، وقد قتل علياً عليهالسلام من قريش نفوساً كثيرة.
وأيضاً تحقّق له أمر تصديقهم له ، وتسليمهم لعلي عليهالسلام بإمرة المؤمنين ، والولاية في وقتها في أحاديث مشهورة متضافرة نقلت وقائع تلك الحادثة ، وهذا لا ينافي حصول المعارضة بعد ذلك ، لأنّ الذي يفهم من الآية وحسب ظاهرها أنّ العصمة كانت في آن التبليغ بولاية علي عليهالسلام ، وقد تحقّق ذلك للنبي صلىاللهعليهوآله.
( فايز الزبيدي ـ اليمن ـ ٤٠ سنة )
س : عندما أرسل الرسول صلىاللهعليهوآله الرسائل إلى قيصر الروم وملك فارس ، يدعوهم للإسلام أو الجزية أو الحرب ، لم يذكر فيها الإمام علي عليهالسلام إذ قال
____________
١ ـ المصدر السابق ٣ / ٣٨٣.
٢ ـ أُنظر : السنن الكبرى للبيهقي ٩ / ٨ ، الأم ٤ / ١٦٨ ، بحار الأنوار ٨٩ / ١٦٤ ، الخرائج والجرائح ٣ / ١٠٤٥.
٣ ـ القصص : ٣٣.