ابتلي به آباؤه الطاهرون ، من تعقيب وسجن ، ثمّ استشهاد على يد الظالم ، وأن هذه الحياة في الغيبة تمتد إلى حين يأذن الله تعالى بحكمه ولطفه أن يظهره بعد غيبته ، وبه يظهر دينه على الدين كُلّه ، وهذا كُلّه ممّا يدركه العقل.
( .... ـ الكويت ـ .... )
س : أرجو من سماحتكم توضيح هذه النقطة : كيف يكون مولانا المهدي عليهالسلام حجّة الله على الخلق؟ وهو غائب ، وأدام الله التوفيق لكم.
ج : قد سُئل النبيّ صلىاللهعليهوآله عن كيفية الانتفاع بالإمام المهدي عليهالسلام في غيبته فقال : « إي والذي بعثني بالنبوّة ، إنّهم يستضيئون بنوره ، وينتفعون بولايته في غيبته ، كانتفاع الناس بالشمس ، وإن تجلّلها السحاب » (١).
وقال الإمام الصادق عليهالسلام ـ بعد أن سُئل عن كيفية انتفاع الناس بالحجّة الغائب المستور ـ : « كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب » (٢).
وروي أنّه خرج من الناحية المقدّسة إلى إسحاق بن يعقوب ، على يد محمّد بن عثمان : « وأمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي ، فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب » (٣).
فيمكن أن يقال : إنّ الشبه بين الإمام المهدي عليهالسلام وبين الشمس المجلّلة بالسحاب ، من عدّة وجوه :
١ ـ الإمام المهدي عليهالسلام كالشمس في عموم النفع ، فنور الوجود والعلم والهداية يصل إلى الخلق بتوسّطه.
____________
١ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٥٣ ، كفاية الأثر : ٥٤.
٢ ـ الأمالي للشيخ الصدوق : ٢٥٣ ، كمال الدين وتمام النعمة : ٢٠٧.
٣ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٤٨٥ ، الاحتجاج ٢ / ٢٨٤.