فالذين يشككّون ـ أيّاً من كان ـ في مظلومية أهل البيت عليهمالسلام ، ومظلومية الزهراء عليهاالسلام ، هم الذين في قلوبهم مرض ، يريدون أن يجعلوا التشيّع في الولاء فقط من دون تبرّي ، وذلك لأغراض أضمروها في قلوبهم.
وبعد هذا كُلّه ، يمكن للقارئ العزيز أن يشخّص هو بنفسه أنّ مظلومية أهل البيت عليهمالسلام عموماً ، ومظلومية الزهراء عليهاالسلام خصوصاً ، هل هي من أساسيات المذهب ، أم أنّها مجرد مسائل تاريخية؟
( أُمّ حسين ـ البحرين ـ .... )
س : في متابعتي لحياة السيّدة الزهراء عليهاالسلام ، وجدت أنّها تقول : « خير للمرأة أن لا ترى رجلاً ، ولا يراها رجل » في حين أنّها عليهاالسلام قد ذهبت مع ثلّة من نساء بني هاشم إلى مسجد الرسول صلىاللهعليهوآله ، لمطالبة أبي بكر بفدك ، وهو جالس مع جماعة من المهاجرين والأنصار ، وألقت خطبتها الشهيرة ، في حين أنّنا نعلم أيضاً أنّ صوت المرأة عورة ، أليس هناك تناقض في ذلك؟ مع شكري الجزيل.
ج : قول الزهراء عليهاالسلام فيما هو الخير للمرأة : « أن لا ترى رجلاً ، ولا يراها رجل » (١) هو بمعنى الأفضل والأحسن للمرأة أن لا ترى رجلاً ، ولا يراها رجل ، وذلك في الأوقات والحالات الطبيعية العادية ، وأمّا في الأوقات والحالات الضرورية ، التي تتطلّبها مقتضيات الحياة فلا ، كخروجها لصلة أرحامها ، أو ذهابها إلى الطبيب لمعالجتها ، وغير ذلك.
بل قد يتوجّب عليها الخروج بسبب الحفاظ على الدين وضرورياته ، ولا ضرورة أوجب من الدفاع عن الإمامة ، وعن مظلومية إمام اغتصبت فيه الخلافة ، كما فعلته الزهراء عليهاالسلام ، وذلك لتبيين الحقائق للأُمّة الإسلامية ، وعليه فلا تناقض في ذلك.
____________
١ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ / ١١٩.