ومن تلك الشبهات أيضاً : أنّ وجوده عليهالسلام في الدار ، وتركه زوجته تبادر لفتح الباب يتنافى مع الغيرة والحمية.
ونقول في الجواب :
أوّلاً : أنّه لاشكّ في أنّ علياً عليهالسلام هو إمام الغياري ، وهو صاحب النجدة والحمية.
وثانياً : المهاجمون هم الذين اعتدوا ، وفعلوا ما يخالف الدين والشرع ، والغيرة والحمية ، وحتّى العرف الجاهلي ، أمّا الإمام علي عليهالسلام فلم يصدر منه شيء من ذلك ، بل هو قد عمل بتكليفه ، حتّى ولو كلّفه ذلك روحه التي بين جنبيه.
وثالثاً : لقد كان النبيّ صلىاللهعليهوآله يأمر بعض زوجاته ـ كأُمّ أيمن ـ بأن تجيب من كان يطرق عليه الباب حين يتقضي الأمر ذلك ، وهل هناك أغير من رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
وأخيراً : فإنّ مثول بنت الرسول وراء الباب ، ومحاججتها معهم ، كُلّ ذلك إتماماً للحجّة ، لكي يرجع القوم إلى الحقّ ، ويعرفوا طريقه ، ( لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ) (١).
( .... ـ البحرين ـ .... )
س : ما هو مدلول وصية الرسول صلىاللهعليهوآله إلى الإمام علي عليهالسلام؟ فالبعض يقول : إنّها خاصّة بالخلافة ، وليس فيها ما يشير إلى وصيّته بالسكوت عند ضرب الزهراء عليهاالسلام.
ج : إنّ الوصية المذكورة لم تنقل إلينا بتمامها وتفاصيلها ، وإنّما وردت مقاطع منها في نصوص مختلفة ، تدلّ بالمجموع على أمر النبيّ صلىاللهعليهوآله الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بالصبر على غدر الأعداء ، وتهاون البعض وغير ذلك.
____________
١ ـ الأنفال : ٤٢.