بمسح يده وهي مضمومة على كفّ أبي بكر ، واكتفى القوم بذلك ، وقسم آخر من الروايات تقول : إنّ البيعة لم تحصل إلاّ بعد وفاة الزهراء عليهاالسلام.
( عبد الله ـ الكويت ـ ٢١ سنة ـ طالب جامعة )
س : ما صحّة هذا الكلام حول الحزن الهادئ؟ وهل يمكنكم إيراد الروايات التي تقول إنّها كانت تبكي على أبيها؟ وهل بكائها على أبيها منقصة لها؟
الحزن الرسالي : إنّنا نسمع الكثير من الناس الذين حاصروا الزهراء عليهاالسلام في دائرة الحزن إلى حدّ الجزع ، يقولون : إنّها كانت تبكي في الليل والنهار ، وكان أهل المدينة يضجّون من بكائها حتّى قالوا لعلي : إمّا أن تبكي أباها ليلاً أو نهاراً!! أيّ كلام هو هذا الكلام؟!
إنّ الزهراء عليهاالسلام أعظم وأعظم من ذلك ، ولاسيّما أنّنا نقرأ في حديث عن الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام في تفسير الآية الكريمة : ( وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ ) (١) ، قال : « إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لفاطمة : إذا أنا متّ فلا تخمشي عليّ وجهاً ، ولا ترخي عليّ شعراً ، ولا تنادي بالويل ، ولا تقيمن عليّ نائحة » ، قال : ثمّ قال : « هذا هو المعروف » (٢).
كان حزنها حزناً رسالياً ، كانت تذهب إلى قبر رسول الله وقبور الشهداء ولا تزيد عن القول : « ها هنا كان رسول الله » ، لتذكّر الناس كي لا ينسوا رسول الله في مسجده ، وفي مواقعه التي كان يتجوّل فيها ، وكانت تأخذ الحسن والحسين إلى قبر جدّهما وتحدّثهما عن حركة أبيها هنا وهناك.
كان حزنها حزناً رسالياً هادئاً منفتحاً على الرسالة في تذكّرها لرسول الله صلىاللهعليهوآله ، لأنّ التذكر لرسول الله صلىاللهعليهوآله كان يحمل الانفتاح على الإسلام
____________
١ ـ الممتحنة : ١٢.
٢ ـ وسائل الشيعة ٣ / ٢٧٢.