وما نقله آنفاً عن الإمام الحجّة عليهالسلام حينما تبرّأ من نسبة بعض الأفعال إليهم ، كعلم الغيب ونحوه.
وفي الحقيقة أنّ هذه الأقوال والكلمات والاعتقاد بها جرّ على أئمّة أهل البيت وشيعتهم ويلات كثيرة ، وأدّت إلى طرح المذهب الشيعي المتمثّل بالإسلام الحقيقي بشكل مشوّه ، وبشكل ينفر منه الطبع الإنساني ، بل والمنبع الصافي للإسلام ، وأدّت إلى الطعن بأئمّة وشيعة أهل البيت ، ورميهم بالغلوّ والزندقة ، واتهامهم بأنّهم أهل باطن لا يعيرون للحياة الدنيا أيّ أهمّية ، فهم مذهب كهنوتي قنصوي أقرب من كونهم يطرحون الإسلام الذي جاء به النبيّ صلىاللهعليهوآله وجاء به القرآن الكريم ، وهذا واضح لدى أبسط فرد احتكّ بشخص مسلم لم يطّلع إلاّ على هذه الآراء الشخصية التي شذّت عن علماء الطائفة ، وارتأت روايات خاصّة يرويها بعض الغنوصين كعلي بن حمزة البطائني وغيره.
لقد جاء الإسلام ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ، مبيّناً تفرّد الله سبحانه وتعالى بالأُلوهية ، وما يتبعها من شؤون من إحياء وإماتة ، ورزق وعلم كُلّ شيء وغير ذلك ، وإنّ هذا الرسول الذي أُرسل إليهم وظيفته تبليغ شرع الله تعالى ، ولا يملك من نفسه شيئاً ممّا أضافت إليه هذه الأفكار الكهنوتية القنوصية ، والإمام من بعده هو حافظ للشريعة عن الانحراف والانعطاف في المزالق والمهاوي المهلكة ، لا يملكون لأنفسهم شيئاً ولا رزق ولا إماتة وإحياء ولا غير ذلك ، وكُلّ هذا هو خروج عن تعاليم السماء ، والانعطاف بالرسالة من مسيرها الأصلي الذي جاءت به ، وهو أُلوهية الله تعالى وحاكميته على الكون كُلّه.
وعليه تتفرّع كُلّ الأُمور الأُخرى من عبودية له ، وتشريع مختصّ به وقدرة مختصّ بها ، وتصرّف بالشؤون ، وغير ذلك ممّا لا يعدّ ولا يحصى.
النقطة الرابعة : الركن الرابع : إنّ الدين الإسلامي والمذهب الشيعي يقرّان بأنّ الله تعالى هو الإله المنفرد بالأُلوهية ، وأنّ الله سبحانه هو الذي تجب طاعته