بسم الله الرّحمن الرّحيم
في التهذيب عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن شعيب عن أبي كهمس ، قال : حضرت موت إسماعيل ، وأبو عبد الله عليهالسلام جالس عنده فلما حضره الموت شد لحييه وغمضه وغطى عليه الملحفة ثم أمر بتهيئته.
فلما فرغ من أمره دعا بكفنه ، فكتب في حاشية الكفن : إسماعيل يشهد أن لا إله إلا الله (١).
وفي كشف الغمة عن الأمة هكذا : كان إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي عليهالسلام أكبر اخوته ، وكان أبوه عليهالسلام شديد المحبة له والبر به والإشفاق عليه.
وكان قوم من الشيعة يظنون أنه القائم بعد أبيه ، والخليفة له من بعده ، إذ كان أكبر اخوته سنا ، ولميل أبيه اليه وإكرامه له ، فمات في حياة أبيه بالعريض وحمل على رقاب الرجال إلى أبيه بالمدينة حتى دفن بالبقيع.
وروي أن الصادق عليهالسلام جزع عليه جزعا شديدا ، وحزن عليه حزنا عظيما ، وتقدم سريره بغير حذاء ولا رداء ، أمر بوضع سريره على الأرض قبل دفنه مرارا كثيرة ، وكان يكشف عن وجهه وينظر اليه ، ويريد بذلك تحقيق أمر وفاته عند
__________________
(١) تهذيب الاحكام ١ / ٣٠٩ ، ح ٦٦.