ترك ذلك كله ، لعدم ثبوت المستند كما عرفت ، فيتطرق اليه ما أسلفناه فتذكر.
قال الفاضل المجلسي قدسسره في شرحه على الفقيه ، بعد قول الصدوق ويكتب على قميصه وإزاره وحبرة والجريدتين فلان يشهد أن لا إله إلا الله :
الموجود عندنا من الاخبار أن الصادق عليهالسلام كتب على حاشية كفن ابنه إسماعيل : إسماعيل يشهد أن لا إله إلا الله.
ويمكن إطلاق الكفن على الثلاثة ، لكن الجريدة التي ذكرها الصدوق وتبعه الأصحاب وغيرها من العمامة وكتابة شهادة الرسالة والإمامة وغيرها ، وكونها بالتربة وغير ذلك مما هو مذكور في الكتب ، لم نطلع على مستندها ولعله يكون لها ، وروى الكفعمي كتابة الجوشن الكبير ، والسيد بن طاوس كتابة الجوشن الصغير على الكفن (١) انتهى.
وعلى ما قررناه من عدم ثبوت أصل شرعية كتابة الكفن ، فاباحة أخذ الأجرة على كتابته ، كما هو الشائع في هذه الأعصار والأمصار ، لا تخلو من شيء.
لأنه أخذ اجرة على الباطل ، وهو منهي عنه بقوله تعالى ( وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ ) (٢) فتأمل ثم أذعن بما هو الحق من ذلك ، والله الهادي.
تم الاستنساخ والتصحيح في (١٩) رجب المبارك سنة (١٤١١) هـ ق في بلدة قم المقدسة على يد العبد السيد مهدي الرجائي عفي عنه.
__________________
(١) روضة المتقين ١ / ٣٧٦.
(٢) سورة البقرة : ١٨٨.