بأخبار الاحاد ، والظنون تقليد ، لا يسوغ.
وهذا عبارته بعد اختياره : قول من قال باعتبار رؤية الهلال يوم الثلاثين قبل الزوال ، ويدل عليه أيضا ادعاء السيد أن هذا قول عليهالسلام ، فانه يدل على ثبوت ذلك عند السيد بالقطع ، حيث لا يعمل بأخبار الاحاد والظنون ، الى هذا كلامه. وفيه ما عرفته.
فصل
[ ما يستفاد من خبرى ابنى عثمان وبكير ]
قال الشيخ في التهذيب بعد نقل روايتي حماد بن عثمان وعبد الله بن بكير السابقتين : هذان الخبران مما لا يصح الاعتراض بهما على ظاهر القرآن والاخبار المتواترة ، لانهما غير معلومين ، وما يكون هذا حكمه لا يجب المصير اليه ، مع أنهما لو صحتا لجاز أن يكون المراد بهما اذا شهد برؤيته قبل الزوال شاهدان من خارج البلد ، يجب الحكم عليه بأن ذلك اليوم من شوال.
وليس لاحد أن يقول : ان هذا لو كان مرادا لما كان لرؤيته قبل الزوال فائدة ، لانه متى شهد الشاهدان وجب العمل بقولهما ، لان ذلك انما يجب اذا كانوا في البلد ولم يروا الهلال.
والمراد بهذين الخبرين ألا يكون في البلد علة ، لكن أخطئوا رؤية الهلال ، ثم رأوه من الغد قبل الزوال ، واقترن الى رؤيتهم شهادة الشهود ووجب العمل به (١) الى هذا كلامه رفع مقامه.
__________________
(١) تهذيب الاحكام ٤ / ١٧٧.