المعنيين المذكورين حمل اللفظ على معنى ، لانسباق ذهن أكثر الناس اليه ، لو لم نقل بعدم انسباق ذهن أحد اليه.
أقول : هذا حق ، وقد أشرنا اليه بقولنا : وأما ما ذكره قدسسره من معنى التعليل ، فمما لا يمكن استفادته منه ، وانما استفاد هو منه لميله الى ذلك المذهب وقيامه يصرف الاخبار اليه وحملها عليه ، ولو لا ذلك لما فهمه منه ، لانه مما لا يفهم منه الا بضرب من الرمل ، ولذلك لم يستفد منه ذلك أحد غيره الى آخره.
ثم قال رحمهالله : وارجاع الضمير الى الشهر المفهوم بحسب المقام ممكن ، وأرجع رحمهالله هذا الضمير الى الشهر في قوله « أو المراد أن شهر رمضان » الى آخره. أقول : قد عرفت ما ذكرناه سابقا ، وما نقلناه عن صاحب الوافي ، حيث قال : قوله عليهالسلام « ان كان تاما رؤي قبل الزوال » معناه ان كان الشهر الماضي ثلاثين يوما فتذكر.
ثم قال رحمهالله : والحصر المذكور في معنى التعليل غير مستفاد من الرواية ، لان غاية ما يمكن أن يقال : ان الظاهر من قوله عليهالسلام « ان كان تاما » هو الكلية ، أي : كل ما كان الهلال صالحا للرؤية في الليل السابق رؤي قبل الزوال ، وهو لا يستلزم كون كل هلال رؤي قبل الزوال تاما بهذا المعنى ، لعدم انعكاس الموجبة الكلية كنفسها ، والحصر المذكور لازم للعكس لا للاصل لانه يمكن أن يكون كل الهلال الصالح للرؤية في الليل السابق ، وبعض الغير الصالح لها فيه صالحا للرؤية قبل الزوال ومرئيا فيه ، وحينئذ يصدق الاصل ، ولا يلزمه الحصر المذكور الذي هو منشأ ظن تأييد هذه الرواية لمذهب السيد رحمهالله.
أقول : قد سبق منا في ذلك كلام ، وهو قولنا « فرؤية الهلال قبل الزوال يستلزم كون الشهر تماما من غير عكس كلي ، فربما كان تاما ولم ير قبل الزوال » الى قولنا « لانه في تلك الليلة لم يكن قابلا للرؤية لكونه تحت الشعاع قريبا من