الحادي عشر : إنّها من قبيل تعداد حروف التعجيز ، والمراد تعجيزهم عن تأليف مثل القرآن ، إلاّ أنّ السيّد الطباطبائي بعد ذكره هذه الوجوه لم يختر أحداً منها ، ويختار رأياً يختصّ به وهو : « أنّ بين هذه الحروف المقطّعة وبين مضامين السور المفتتحة بها ارتباطاً خاصّاً ، ويؤيّد ذلك ما نجد أنّ سورة الأعراف المصدّرة بـ ( المص ) في مضمونها ، كأنّها جامعة بين مضامين الميمات وص.
ويستفاد من ذلك : أنّ هذه الحروف رموز بين الله سبحانه وبين رسوله صلىاللهعليهوآله خفية عنّا ، لا سبيل لإفهامنا العادية إليها إلاّ بمقدار أن نستشعر أن بينها وبين المضامين المودعة في السور ارتباطاً خاصّاً » (١).
( إبراهيم زاير حسين ـ البحرين ـ ٣٤ سنة ـ طالب جامعة )
س : سؤالي حول قوله تعالى : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) (٢) من حيث الترتيب ، حيث أنّنا نؤمن بأنّ آية : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) (٣) قد نزلت بعد آية : ( بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ) (٤) وهي آخر ما أنزل.
السؤال : ما وجه القول بأنّ قوله تعالى : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) قد نزلت بعد الآيات السابقة؟
أرجو أن توضّحوا المسألة بالتفصيل قدر الإمكان ، لكون السائل من إخواننا السنّة ، ودمتم ذخراً ، وسدّد الله خطاكم ، ولكم الشكر على ما أسلفتم من ردود ، في أمان الله.
ج : من المتسالم عليه عند أهل البيت عليهمالسلام : أنّ آخر ما نزل من الفرائض في القرآن سورة المائدة ، وبالتحديد آية إكمال الدين.
__________________
١ ـ الميزان في تفسير القرآن ١٨ / ٦.
٢ ـ المعارج : ١.
٣ ـ المائدة : ٣.
٤ ـ المائدة : ٦٧.