وقد عارض النبيّ صلىاللهعليهوآله في ذلك عمر بن الخطّاب حيث قال : كيف نحلّ يا رسول الله ونتمتّع بالنساء والطيب وغير ذلك؟! وأصرّ عمر أن لا يفعلها!! وأعلن تحريمها عند خلافته ، كما اعترفت بذلك صحاح أهل السنّة.
روى البخاري : « عن عمران بن حصين : تمتّعنا على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ونزل القرآن ، قال رجل برأيه ما شاء » (١).
وقال العسقلاني : « قال رجل برأيه ما شاء هو عمر بن الخطّاب لا عثمان بن عفّان ، لأنّ عمر أوّل من نهى عنها ، فكان مَن بعده تابعاً له في ذلك » (٢).
وروى أحمد : « عن أبي موسى أنّه كان يفتي بالمتعة ، فقال له رجل : رويدك ببعض فتياك ، فإنّك لا تدري ما أحدث أمير المؤمنين في النسك بعدك ، حتّى لقيه فسأله ، فقال عمر : قد علمت أنّ النبيّ قد فعله وأصحابه ، ولكنّي كرهت أن يظلّوا بهنّ معرّسين في الأراك ، ثمّ يروحون في الحجّ تقطر رؤوسهم » (٣).
وهذه مخالفة واضحة صريحة من عمر بن الخطّاب لرسول الله صلىاللهعليهوآله في أحكامه ، وهو يعلم أنّ رسول الله ( مَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ) (٤).
فماذا تعني هذه المخالفة وهذا الرأي قبال حكم الله ورسوله؟!
( إبراهيم ـ ... ـ ٢٧ سنة )
س : الرجاء بيان المقصود من حجّ التمتّع؟ وما الدليل عليه؟ ومن نهى عنه؟ ولكم جزيل الشكر.
__________________
١ ـ صحيح البخاري ٢ / ١٥٣ و ٥ / ١٥٨.
٢ ـ إرشاد الساري ٤ / ٨٨.
٣ ـ مسند أحمد ١ / ٥٠ ، السنن الكبرى للبيهقي ٥ / ٢٠ ، فتح الباري ٣ / ٣٣٢ ، السنن الكبرى للنسائي ٢ / ٣٤٩ ، صحيح مسلم ٤ / ٤٥ ، سنن ابن ماجة ٢ / ٩٩٢.
٤ ـ النجم : ٣ ـ ٤.